مجدداً.. لماذا تصعد "حيس" إلى واجهة جبهات الساحل الغربي؟

  • حيس/ الحديدة، الساحل الغربي، خاص:
  • 12:21 2021/01/24

في المناطق الجنوبية لمديرية حيس ضاعفت مليشيا الحوثي الإرهابية استهداف التجمعات السكانية والأهالي عبر ما تسميها "محاضرات تثقيفية" و"توعية" بمسيرة الدم والهدم المتذرعة بالثقافة القرآنية، وصولاً إلى الإلزام بحشد مقاتلين من أبناء المديرية، تحت ضغط النزيف البشري الذي تعانيه عبر كافة محاولاتها الميدانية والتصعيدية في ذات المديرية.
 
التعويض من السكان
 
قالت مصادر محلية، إن المليشيات الحوثية تحاول الالتفاف على متوالية الفشل الذي تحصده كافة محاولاتها التصعيدية لإحداث أي تغيير في معادلة الانتشار والسيطرة واختراق خطوط التماس والمواقع المتقدمة في قطاع حيس جنوب الحديدة، وكثفت تحركاتها باتجاه التجمعات السكانية والقرى التي بقيت خاضعة لسيطرتها لإرغام الأهالي على القتال والدفع بأبنائهم للجبهة.
 
 
وخلال الأسبوع المنصرم ومطلع الجاري، خسرت المليشيا الحوثية أعداداً كبيرة من عناصرها ومسلحيها، وفقدت تِباعاً قيادات ميدانية ومشرفين، وتبخّرت الدفعات والتحشيدات المتلاحقة من التعزيزات البشرية والحربية المستقدَمة، تحت ضربات رجال المشتركة، بالتزامن مع جبهات الدريهمي والجبلية بالتحيتا.
 
تحرُّكات الأيام الأخيرة
 
وفقاً لمصادر "الساحل الغربي" المحلية، انتشرت عناصر المليشيات في قرى وتجمعات تخضع لسيطرتها جنوب مديرية حيس، خلال الأيام الأخيرة، واقتحمت مجالس القات وتجمعات الناس لنفيذ ما تسميها "التوعية بالمسيرة القرآنية".
 
لكن الأمور دائماً وكما حدث هذه المرة، أيضاً، آلت في نهاية المجالس بالدعوة إلى التجنيد وحشد الشباب للجبهة وخطوط القتال المشتعلة في المديرية وعلى الأطراف وفي الحدود الإدارية لمحافظة إب.
 
 
وتتهم المليشيات أبناء القرى في حيس بمناصرة القوات المشتركة، وتحاول بشتى السُبل الزج بهم وأبنائهم في محرقة المواجهات والتخندق الإجباري.
 
القتال إجبارياً.. لماذا حيس؟
 
وتركِّز وتوجِّه المليشيات الحوثية جزءاً كبيراً ومهماً من مجهودها العسكري والقتالي، بصورة خاصة باتجاه حيس، لأسباب واعتبارات عدة أعطت حيس أهمية مضاعفة من الناحيتين الجغرافية والعسكرية الاستراتيجية.
 
 
وتمثل حيس خط الإسناد والإمداد اللوجيستي الرئيس للقوات المشتركة وكتائب التحرير جهة الداخل والساحل.
 
وقال مصدر محلي للساحل الغربي، إن المليشيات ألزمت كل شيخ تجمع وقرية بإحظار ستة أفراد على الأقل، على أن يتم تجميع هؤلاء وإرسالهم لحضور دورة تدريبية في صنعاء وإعادتهم إلى حيس.
 
 
وكررت المليشيات الأساليب نفسها في التغرير واستدراج الشباب والمدنيين تحت الضغط والإلزام وعبر المشايخ والوجاهات، والإيهام بأن المجندين سيعودون حراسات أمنية لمناطقهم. وسبق وحدث الأمر نفسه في أرياف حيس وزبيد وبيت الفقيه ليعود أبناء القرى جثثاً أو أشلاءً.
 
وحيس، هي البوابة الجنوبية للحديدة من جهة الداخل، إذا كانت الخوخة هي البوابة الساحلية. وحركة الخط الرئيس الواصل بين الحديدة وعدن يمر بحيس ومفرقها الحاكم.
 
 
وتتصل حيس جغرافياً وإدارياً بمديريتي التحيتا والخوخة الساحليتين جنوبي الحديدة. 
 
آخر الجولات
 
ودفعت المليشيات، يوم الجمعة، إلى جبهات حيس بالساحل الغربي عشرات المهمشين وتعزيزات من ذمار، غداة أيام من خسائر فادحة مُنيت بها في جولات تصعيد ومواجهات ومحاولات هجومية وتسللات منيت بالفشل والتكبيد، تزامناً مع مواجهات مشابهة في الدريهمي والجبلية.
 
 
ومساء السبت تجددت المواجهات في جبهة حيس، بعد قليل من انقشاع معركة بمختلف الأسلحة، والإعلام العسكري للقوات المشتركة أفاد بأن المليشيات الإرهابية التابعة لإيران دفعت بالعشرات من عناصرها  لمحاولة تسلل جديدة صوب مدينة حيس تحت غطاء ناري مكثف بالأسلحة الرشاشة وقذائف المدفعية، ولكن دون جدوى. وأكد أن وحدات من القوات المشتركة اشتبكت مع  المليشيات زهاء ساعة وأجبرتها على الفرار بعد مصرع وجرح عدد منها.

ذات صلة