انتصارات جديدة أربكت المليشيات.. الجيش ورجال القبائل يغيّرون المعادلة العسكرية جنوب مارب

  • مأرب، الساحل الغربي، عمار غانم:
  • 12:19 2021/01/20

أسبوع من المعارك المشتعلة، تشهدها جبهة مارب الجنوبية، إثر عملية عسكرية نوعية شنّتها وحدات من قوات الجيش الوطني مسنودة بالمقاومة الشعبية ورجال قبائل مراد وطيران تحالف دعم الشرعية، تمكنوا خلالها من تحرير عدد من المواقع والمرتفعات الاستراتيجية في مديرية رحبة.
 
هذه الانتصارات أربكت مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، التي ظلت لأشهر طويلة تحشد مئات المقاتلين وتدفع بهم لشن هجمات انتحارية في محاولة منها لتحقيق أي تقدم باتجاه مدينة مارب، وهو ما لم يتسنّ لها ذلك بفضل صلابة قوات الجيش والتفاف رجال القبائل وإسناد مباشر من طيران تحالف دعم الشرعية.
 
ويأتي فشل المليشيات الحوثية في تحقيق أي تقدم استراتيجي نحو مارب، وفقاً لمراقبين، رغم حجم المعدات العسكرية التي حشدتها للمعركة الواسعة التي بدأتها منذ مطلع العام 2020، ورافقتها حملة إعلامية واسعة لوسائل إعلام المليشيات وناشطيها، ورغم حملة العلاقات الواسعة التي كثّفتها لاستمالة رجال القبائل وشراء الولاءات.
 
الأهمية الاستراتيجية
 
نهاية الأسبوع الثاني من يناير الجاري، شن الجيش الوطني وقبائل مراد، هجوماً مباغتاً تمكنوا خلاله من انتزاع مساحات كبيرة ومناطق استراتيجية، منها تحرير جبل قريضة الاستراتيجي والمواقع المحيطة به، وسيطروا نارياً على السلاسل المجاورة له من جبال رحوم والأوشال.
 
وحول الأهمية الاستراتيجية لهذه الانتصارات، يقول أركان كتيبة دروع الوطن العقيد محمد الأعوش، في تصريح خاص لموقع "الساحل الغربي"، إن جبل قريضة يحتل موقعاً استراتيجيًا، كونه يسيطر على مديرية جبل مراد ويطل على مديرية رحبة، ومن خلاله استطاع الجيش قطع الإمداد على السلاسل المطلة على مديرية الجوبة.
 
ويضيف الأعوش، إن جبل قريضة كانت تتخذه المليشيات الحوثية مركزًا لإمداد عناصرها الإرهابية في الجهات المجاورة له، وبتطهير الجيش لهذا الجبل يكون قد خنق المليشيات في هذه الجبهات وعزلها وجعلها تحت مرمى النيران.
 
ارتباك حوثي
 
ويؤكد العقيد الأعوش، في حديثه لـ"الساحل الغربي"، أن الهجمات الأخيرة التي شنها الجيش ورجال القبائل وتمكن خلالها من تحقيق انتصارات كبيرة، نتج عنها حالة إرباك شديدة داخل صفوف المليشيات الحوثية، كونها هجمات مباغتة في المقام الأول، وثانياً أصبحت المليشيات الحوثية في حالة ضعف بسبب حرب الاستنزاف التي اعتمدتها قوات الجيش.
 
وأوضح، أن قوات الجيش الوطني تحوّلت من استراتيجية الدفاع التي انتهجها في الأحداث الأخيرة إلى وضعيّة الهجوم، وهو الأمر الذي أحدث حالة من الانهيار والانسحابات داخل صفوف المليشيات، مؤكداً أن العناصر الذين جلبتهم المليشيات إلى هذه الجبهات يعيشون حالة رعب وباتوا يترقبون تقدم الجيش الوطني والمقاومة في أية لحظة.
 
تلاحم قبلي وشعبي 
 
بعكس ما كانت تتوقعه المليشيات الحوثية ومن ورائها نظام الملالي في طهران، نتج عن الحملة الحوثية وهجماتها الانتحارية باتجاه مارب، وتهديداتها المتوالية باجتياح المحافظة بقوّة السلاح، تلاحم شعبي وقبلي واسع النطاق، حيث سارعت القبائل إلى رص الصفوف وتوحيد الجهود خلف قوات الجيش ضد العدو الحوثي الذي يهدد الوجود اليمني والقبلي برمته.
 
وكانت قبائل مراد، المعروفة بمواقفها التاريخية الثابتة المواجهة لنظام الإمامة، في مقدمة الصفوف، وفي هذا السياق يقول الشيخ محمد القبلي نمران، إن قبائل مراد "لن تغير موقفها مهما حاول الحوثي أن يستميلها أو يضغط عليها بشتى الوسائل".
 
وأضاف، في حديث خاص لـ"الساحل الغربي"، إن "موقف قبائل مراد ثابت بثبوت مبادئها الجمهورية وعدالة قضيتها، ولن تحيد عن المبادئ التي خطها الشهيد القردعي بدمائه الثائرة الطاهرة"، مؤكداً أن أبناء مراد سيسيرون على خطاه (علي بن ناصر القردعي أحد قادة ثورة الدستور ضد نظام الإمامة 1948) حتى تنتصر الجمهورية وينتهي الكهنوت الامامي إلى الأبد".
 
وعقب انتصارات الجيش والمقاومة في مراد، شنّت المليشيات الحوثية هجمات يائسة، في محاولة منها لاستعادة المواقع التي خسرتها، إلا أنها فشلت في استعادة أي شبر أمام صلابة رجال الجيش والتفاف رجال القبائل، وسط توقعات باستمرار عمليات الجيش الوطني لتحرير مواقع جديدة في الأيام القادمة.

ذات صلة