اليمن.. معارك البقاء وسط خيارات الموت

  • الساحل الغربي - مسام :
  • 03:44 2020/11/23

لا يتابعون قناة “سبيستون”، ولم يسمعوا بمسلسل “الدعسوقة والقط الأسود”، ولا يلعبون لعبة “فري فاير” ولا يقرؤون مجلات الصغار، هؤلاء هم أطفال اليمن الذين تحولوا أرقام يتم تداولها يوميا في تقارير المنظمات الدولية المعنية بالطفولة كقتلى أو جرحى أو مصابين بأمراض أو يعانون نقص وسوء التغذية أو مجندين مع الميليشيات أو مهمشين ينامون على قارعة الطرقات أو كعمالة أو متسربين من التعليم أو كنازحين ولاجئين في مخيمات اللجوء… وما إلى ذلك من المآسي اليومية التي يعانيها الطفل اليمني.
 
ولا يقتصر الأمر على الأطفال، مع أنهم أكثر الشرائح العمرية تضررا، بل أصبحت هذه الأوضاع حالة عامة يعاني منها الشعب اليمني بمختلف فئاته العمرية.
 
 
المؤسف في الأمر أن كل الأرقام الصادمة عن الوضع المأساوي الذي وصل إليه الحال في اليمن والمدرجة في التقارير الدولية لم تثر حفيظة الانقلابيين ليسألوا أنفسهم: كم كانت قيمة صواريخهم ومتفجراتهم وألغامهم ستنقذ أفرادا من الموت بدلا من أن تكون سببا آخر للموت أو بالأصح السبب الرئيسي لتدهور الأوضاع في اليمن؟.
 
كل ما سلف ذكره هو نتيجة طبيعية للانتشار الواسع للألغام التي احتلت المزارع والمنازل والمؤسسات العامة والخاصة والآبار وحتى البحر، فحرمت المواطنين من مصادر رزقهم إلى أن بات الملايين من اليمنيين يعانون الجوع، وشردت آخرين بعد أن فخخت منازلهم.
 
 
هذا عدا عن حرمانهم من الحصول على المساعدات اللازمة للحفاظ على حياتهم أضف إلى ذلك أعداد القتلى والمصابين التي في تزايد مطرد يوما بعد يوم.
 
لم يعد يخفى على أحد التماهي الحاصل بين جماعة الحوثي وبقية الجماعات الإرهابية الأخرى من حيث الإجرام الإرهاب والتطرف. اختلفت المسميات ولكن الهدف واحد والرؤية مشتركة.
 
وقد أقرت عدة منظمات أن الاستخدام الواسع للألغام الأرضية في اليمن أدى إلى قتل وجرح مئات المدنيين ومنع منظمات الإغاثة من بلوغ المجتمعات الضعيفة.
 
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش بدورها قد أكدت أن الميليشيات استعملت الألغام المضادة للمركبات عشوائيا في انتهاك لقوانين الحرب ما شكل خطرا على المدنيين.
 
 
ورغم تعنت هذه الجماعة وإصرارها على مواصلة سلب الحياة وإراقة الدماء ورفضها المتكرر لأي حل من شأنه أن يرسم سلاما لهذا البلد المنهك من تصرفاتها الرعناء، فإن أحرارا حطوا رحالهم على الأراضي اليمنية ليصنعوا تاريخا مجيدا موسما بالبطولة والشهادة مؤكدين تمسكهم بمشروع تحرير الشعب اليمني من قيود الألغام التي سلبته حق الحياة.
 
عاملو مشروع مسام يخوضون يوميا معاركا لإزالة الألغام وتخليص الأرض من الوباء الذي أصاب كل المناطق التي مرت منها ميليشيات الحوثي.
 
ولم يختلف الوضع كثيرا في مديرية قعطبة التابعة لمحافظة الضالع التي انتشرت فيها هذه العلب القاتلة. لذلك توزعت فرق مسام الهندسية لإزالتها وتمكين المدنيين من العودة إلى ديارهم ومزارعهم بأمان.
 
 
وقد تمكن الفريق 8 مسام من تأمين حقلين بوادي باطنة مساحتهما 9400 مترا مربعا، وهي أراضي زراعية حرم مالكوها من زراعتها لسنوات بسبب الكارثة التي حلت بها. فيما يعمل حاليا على تأمين الحقل الثالث الذي يعد من أكبر الحقول في الوادي إذ تبلغ مساحته 13200 مترا مربعا.
 
لقد أقدمت الميليشيات الحوثية على تفخيخ حاضر ومستقبل اليمن خدمة لمصلحتها الشخصية الضيقة التي لا تولي أهمية للحياة البشرية ولا للقيم الإنسانية والأخلاقية، ولا تعطي وزنا للقانون الدولي. فهي لا تحترم إلا حليفتها ولا تهتم إلا بوصولها إلى السلطة.
 

ذات صلة