نحيب أمهات في صنعاء وموكب حوثي في السبعين!!
- صنعاء، الساحل الغربي، خاص:
- 06:20 2020/11/17
ذلك الطفل الغارق بدمه انتزعه مشرف حوثي من ملعب صبية في إحدى حواري "السنينة" شرقي أمانة العاصمة، ولقنته دورات المسخ صرخة الموت لإسرائيل، ليُقتل في أطراف الدريهمي جنوب الحديدة.
انتحبت أمهات وناحت بيوت وأسر، بينما احتفى الحوثيون في سبعين صنعاء بعودة (مجهولين) و(مجهَّلين) عبروا على جثث المئات ممن زُج بهم في محرقة كبيرة بالحديدة.
المئات سيقوا إلى مصارعهم خلال أيام قلائل في جبهة الدريهمي جنوب الحديدة على الساحل الغربي، في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر/تشرين الأول 2020م.
في الجانب الآخر من الصورة؛ تستعرض المليشيات الحوثية موكباً، في ميدان السبعين بصنعاء، احتفالاً بما اعتبرته "انتصاراً" ويتمثَّل في استرجاع أو إخراج بضعة أشخاص (..).
لكن الثمن الباهظ استوطن بثقله ومراراته مئات البيوت والأسر؛ مآتمَ وعويلاً، بعيداً عن مباهج الحوثة وإعلامهم بنجاة اثنين أو ثلاثة من السلاليين المقندلين!
بقي وسيبقى صوت "أم منصور" وعشرات الأمهات يحشرج بالسؤال اليائس في حلوقهن إلى الأبد: "أين ولدي؟"، فيما يستعرض الحوثة موكباً لقنديلين سلاليين.
"حرموني عيالي" تصرخ منتحبةً أم ثكلى حمل إليها الناعي خبر اثنين من أولادها، بينما متحدثون حوثة تنتفخ أفواههم بالقات يتحدثون عبر شاشة المسيرة عن انتصار إلهي. أصوات الأمهات ونحيبهن لن يصل الإعلام وشاشات السلالة. تقول "سمية" إن شقيقها منصور ذهب مع الحوثة منذ أقل من شهرين، ولم يعُد.
لم يعرفوا أنه سيكون في الساحل الغربي بالحديدة. وتضيف "هو أيضاً، ربما لم يكن يعرف أين أخذوه".
الكثير من الأسر لم تعرف بعد مصير أبنائها الذين قضوا في معارك الثلث الأول من أكتوبر، في الدريهمي ومدينة الحديدة وجبهات حيس والتحيتا، حينما كان الإعلام الحوثي يزف بضعة إماميين ويصدر للناس مشهد انتصار إلهي (..).
وحتى إلى تلك اللحظات، كانت أسر كثيرة، أيضاً، تحت صدمة الفاجعة، تناهت إليها بطريقة أو بأخرى الأنباء؛ بمقتل ابن أو أخ أو زوج أو أب أو مجرد طفل سُرق من أحضان أمه وبوابة مدرسته وعام دراسي على الأبواب.
تظهر مشاهد مصورة ومقاطع فيديو من جبهة الدريهمي، بعضها نشر وتم تداوله، لكن الكثير منها لم ينشر، أعداداً غفيرة أبيدت في خطوط القتال وتوزعتها الرمال والأحراش والحشائش والكثبان.
مصارع يسوق الحوثيون إليها مزيداً من الناس والمغرر بهم والمخدوعين.
خلال ساعات متفرقة وأيام قليلة دفعت المليشيات أعداداً كبيرة من المسلحين والمجندين بمن فيهم مهمشون وأحداث ومجندون إجبارياً من مناطق مختلفة، علاوة على كتائب مدرَّبة وخاصة، لكن الصفوف الأولى والأعداد الكبيرة من القتلى كانت من نصيب أبناء القبائل والمجندين على عجل والمهمَّشين؛ وقود محارق الموت كما جرت عادة الحوثيين في استخدام عامة اليمنيين والتعامل معهم بهذا الرخص.
لا شيء يصف أو ينصف المغدورين المكلومين تحت وقع الفجيعة؛ عندما تكتشف أسرة بالصدفة، من صور منشورة ومتداولة في تطبيقات ومواقع تواصل اجتماعي، أن ابنها قُتل ضمن من قُتل في محرقة كبيرة هم حطبها بأمر ورغبة المليشيات الإمامية.