لم يكن فجر الأحد في مدينة رداع بمحافظة البيضاء سوى مشهد دموي آخر من مشاهد القمع الحوثي المتصاعد، حيث اندلعت مواجهات عنيفة بين مسلحين من مليشيا الحوثي وأهالي "حي الحفرة"، عقب محاولة المليشيا اختطاف أحد أبناء الحي، فجّر موجة غضب شعبي وتحوّل إلى معركة مسلّحة دامية.

 

وبحسب مصادر ميدانية متطابقة، بدأت شرارة الاشتباك عندما حاول مسلحون حوثيون اختطاف الشاب "محمد الصباحي" أمام مطعم "حرض" في الشارع العام، غير أن الشاب قاوم محاولة الاختطاف، ليُفتح على إثرها وابل من النيران ويُقتل اثنان من عناصر المليشيا، فيما أصيب آخرون.

 

وفي رد فعل هستيري دفعت المليشيا بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى الحي وطوّقته من كافة الجهات، قبل أن يبدأ القناصة المتمركزون في الأبنية العالية المجاورة بإطلاق النار، وتحوّل الحي إلى ساحة حرب مكتظة بالصراخ والدخان والانفجارات؛ وأفادت المصادر أن الحملة الحوثية تخللها مداهمات واقتحامات عشوائية للمنازل، أدى إلى مقتل الشاب محمد الصباحي، واثنين آخرين من أبناء الحي، لترتفع حصيلة الضحايا إلى ثلاثة قتلى على الأقل، واستمرت أصوات الانفجارات حتى منتصف النهار.

 

وتشهد مدينة رداع حالة من التوتر الأمني والانفجار الشعبي مع تصاعد الغضب ضد ما يعتبره الأهالي سياسة ممنهجة من الحوثيين للترويع وتحويل الأحياء السكنية إلى نقاط مواجهة؛ ويُذكر أن حي "الحفرة" سبق أن تعرّض لسلسلة من الحملات الحوثية الدامية واجتياحات مسلحة في الأعوام الماضية، في تحدٍّ صارخ لأبسط الحقوق الإنسانية.