تعز.. هكذا تسرق عصابات الحوثي المسافرين
- تعز، الساحل الغربي، خاص:
- 04:21 2020/11/15
كان عبدالله النعامي يجتاز طريقه من تعز إلى صنعاء بكل يُسر، رغم البطء الذي كانت تسير عليه السيارة والتي كانت تقله مع بضعة ركاب، غير أنَّ قراراً مفاجئاً بالتوقُف أربكَ خُططَه بالوصول إلى صنعاء سريعاً، إذ كان على موعد لقاء عمل في اليوم التالي مع إحدى المنظمات الإنسانية.
كان توقُّف السائق في منطقة الحوبان، بعدما أبلغهم بعدم قدرته على مواصلة المسير، أمراً يدعو للقلق في تلك المنطقة التي تتخذها مليشيا الحوثي مركزَ اعتقالٍ كبيراً لضحاياها.
يقول النعامي لـ(الساحل الغربي)، إنّ عنصرين من مليشيا الحوثي أبلغاه -أثناء توقفه في الحوبان بانتظار سيارة أخرى تقله إلى صنعاء- بأنَّ عليه بلاغاً أمنياً بـ"التعاون مع التحالف"، وهي تهمة يُراد منها الابتزاز والسرقة.
بحسب النعامي، فقد تم أخذه على متن سيارة إلى أحد مراكز الاعتقال في مدينة الصالح، وفي الطريق إليها تم تخييره بين تسليم ما بحوزته من نقود أو أن يكون مصيره الاعتقال مع ما يمكن أن يواجهه من تعذيب أثناء عملية الاحتجاز.
يضيف النعامي، عند الوصول كانت الأصوات المنبعثة من البنايات المتعددة تشير إلى أن المحتجَزين بالآلاف، كما كانت أصواتهم تثير الرهبة، وقبل أن يعلن موافقته بتسليم الأموال قدِم عنصر آخر وأبلغ خاطفيه بأنَّ عليهما إدخاله إلى مركز الاعتقال فوراً.
كان ذلك بمثابة زيادة الضغط عليه، وإجباره على تسليم ما بحوزته، فحاجتهم إلى الأموال أكثر من حاجتهم إلى معتقل آخر تضج بالكثير من مثله من الضحايا مدينة الصالح.
أوضح النعامي أنّ هدير المعتقَلين أثار لديه شعوراً بالخوف من المصير الذي ينتظره، ولم يكن أمامه من وقت إضافي آخر للتفكير سوى إعلان موافقته على الدفع.
تولّى أحد العناصر تفتيشه بهدف معرفة ما إذا كان يخبئ أموالاً إضافية عن مبلغ الثلاثين الألف ريال والتي قام بتسليمها فوراً.
أعاد الخاطفان الحوثيان النعامي إلى مكان قرب تجمع للسيارات الذاهبة إلى صنعاء، وأبلغاه بعدم البوح بأي شيء حدث له، أو واجه العقاب في المرّة التي سيعود فيها عبر ذلك الطريق الرابط بين تعز وصنعاء.
يروي النعامي كيف أعطاه الخاطفان ألفي ريال أجرة الوصول إلى مدينة إب، ويصف ذلك باللصوصية التي لم يسبق أن شاهد مثيلاً لها.
جرائم الإبتزاز تعرض لها ضحايا كُثر، خصوصاً المسافرين منهم، وكان ناصر عمد البريهي أحدهم.
يقول البريهي لـ(الساحل الغربي)، إن ما يعرف عنه هو أنه كثير الاهتمام بمظهره حتى وإن كان في طريقه للسفر إلى محافظة أخرى، وكان ذلك جزءاً من حياة اعتاد عليها. لكنه يؤكد أنه لم يكن يعرف قبل ذلك أن مظهره الدال على الثراء على الرغم من أنه غير ثري سيوقعه في جريمة ابتزاز حوثية قذرة.
لحظة اصطياده من قِبل عناصر الحوثي، كان البريهي يتجوَّل في سوق القات بمفرق "الذَّكَرَة" بمنطقة الحوبان لشرء حزمة، حينها كان الوقت قبل ساعتين من موعد الظهيرة ولم يكن يصدّق ما سمعته أذناه: "جاوب الفندم، عليك بلاغ".!
قال، ظننت أن ذلك مزحة، لكن ما اتضح له بعد لحظات هو أن الأمر جاد بعدما قبض أحد المسلحين على يده وقال له "أبوها الزَّرة"، ويقصد بذلك عدم الاهتمام فيما قيل له.
خضع أخيراً لابتزاز عناصر الحوثي، وقرَّر أن ينهي ذلك سريعاً، وتوجَّه نحو طقم عسكري يقف بالجهة المقابلة من الشارع، وأصر المسلحون على أن يركب بجانب السائق، حتى يسهل التفاوض معه.
بادئ الأمر أبلغه السائق مجموعة التهم، وبدأها بتساؤل: تشتغل مع الدواعش؟ هل تعرف مصير من يعمل مع الدواعش؟ ويقصد بذلك من ليس مع مليشيا الحوثي.
حاول البريهي -بحسب روايته لمحنته- أن يتبرأ من القيام بأي عمل مما نسب إليه، لكن التُهم التي سيقت إليه كان من الصعب إقناعهم ببراءته منها، فالهدف من عدم تصديقهم له هو إجباره على الخضوع والاستسلام.
في طريقه إلى مدينة الصالح أحد أشهر المعتقلات الحوثية سيئة الصيت، خُيِّر ما بين أن يدفع ما بحوزته أو أن يقضي سنوات من الاعتقال والتعذيب.
لم يكن يظن أنّ مُحدِّثه جاد فيما يقول، بقدر ما كان يعتقد أنها خدعة الهدف منها معرفة ما إن كان مذنباً يحاول الفرار مما اتُهم به عبر دفع الأموال، غير أن الصوت القادم من العنصر الحوثي الآخر الذي كان يجلس بجانبه نصحه بالدفع بدلاً من الاعتقال.
قال إنه وبدافع الخوف وافق على الدفع، لقد كان رده الإيجابي مقنعاً للسائق كي يعود للدوران بالسيارة من جولة تنتصف الطريق والعودة به من حيث أتى.
دفع البريهي مبلغ مئة ألف ريال وهو منكسر النفس مما حدث له، وكان الشيء الآخر الصادم له هو ما أبلغه به محدثاه بأن يصمت و…