نزيف المقاتلين.. تجنيد حوثي للعاطلين وعمال الأجر اليومي

  • صنعاء، الساحل الغربي، عبدالصمد القاضي:
  • 08:47 2020/11/12

الاستنزاف بدأ يطال ما يسمونها بالنواة الصلبة التي تتشكل من المقاتلين المنتمين للسلالة الذين كانوا في العامين الماضيين يشغلون مواقع قيادية وإشرافية في قطاعات مختلفة، لكن نزول هؤلاء إلى ساحات القتال، تسبب بمقتل الكثير منهم.
 
في أحد أيام شهر أكتوبر الماضي، ذهب خليل قائد -كعادته- إلى حراج العمال في شميلة، وحصل فيها على عمل مع رجل أعمال لتشطيب منزله بحي مدرسة الأقصى شارع 16 المتفرع من شارع هائل وسط العاصمة صنعاء.
 
كان بمثابة بارقة أمل لذلك الرجل البالغ من العمر 46 عاماً والعاطل منذ فترة طويلة نظراً لشحة العمل وصعوبة الحصول عليه.
 
وأثناء أوقات الاستراحة من العمل، الذي استمر عشرة أيام، كان رجل الأعمال الذي اتضح فيما بعد أنه مشرف حوثي يناقش العمال عن التجنيد والدفاع عن الولاية وغيرها من دعاوى الفكر الضلالي الحوثي.
 
كان ذلك يتم بحضور عناصر على صلة بلجان التجنيد، لكن النقاش أصبح يتوسع إلى ما يشبه المحاضرات، فيما بدأ المشرف محمد أبو طه يلقي عليهم محاضرات يومية تحثهم على الجهاد أكثر من ساعات العمل.
 
عرض المشرف الحوثي مبالغ مالية على من يقبل الذهاب إلى محارق الموت الحوثية، وهي مبالغ قليلة، لكن حاجة البعض للمال وإن كان زهيداً دفعهم للقبول بذلك.
 
يقول خليل لموقع الساحل الغربي، كنت أخشى على ابني الأكبر من أن يقع ضحية عاقل الحارة الذي يقوم بتجنيد الأطفال، لكنني كدت أن أقع فريسة التضليل الحوثي.
 
بعد ثلاثة أيام قضاها مع أسرته، اتصل به المشرف الحوثي يبلغه بموعد توجهه إلى معسكر التدريب، وصباح اليوم التالي كان منظر أطفاله وهم يودعونه دافعاً للتراجع والبقاء إلى جوارهم.
 
وطوال شهر أكتوبر الماضي كان سوق حرج العمال بالصافية يشهد نزولاً مكثفاً للجان التجنيد الميدانية ضمن حملات تجنيد حوثية تهدف لاستقطاب عمال الأجر اليومي وتجنيدهم ضمن صفوفها لتعويض خسائرها البشرية.
 
وبحسب شهود عيان، فإن لجان التجنيد تنتشر في كل الأحياء وتستهدف تجمعات الشباب والعاطلين، وفي أغلب الأوقات تلجأ للتجنيد الإجباري.
 
لم تقتصر حملات الميليشيات بالنزول إلى الأحياء وحرج العمال، بل امتدت إلى تجمعات المهمشين وإخضاعهم لمحاضرات تدعو للمساواة والحرية، وأنه لا فرق بينهم وبين غيرهم من اليمنيين، وحثهم على ضرورة مشاركتهم في جبهات القتال تحت مسميات عدة.
 
وفي محافظة إب، أجبرت مليشيا الحوثي مديري مديريات النادرة والفاخر والشعر وبعدان ومشايخ القبائل على رفد الجبهات بالمقاتلين ودفع الشباب للالتحاق بمعسكرات التجنيد التطوعية، مستخدمة الإغراء المالي لشيوخ القبائل كأحد الخيارات الرئيسية، ومن يرفض أو يمتنع تفرض عليه إتاوات مالية تحت مسمى "بدل تجنيد"، وفي أحيان أخرى باسم دعم المجهود الحربي.
 
الاستنزاف بدأ يطال ما يسمونها بالنواة الصلبة التي تتشكل من المقاتلين المنتمين للسلالة الذين كانوا في العامين الماضيين يشغلون مواقع قيادية وإشرافية في قطاعات مختلفة، لكن نزول هؤلاء إلى ساحات القتال، تسبب بمقتل الكثير منهم.
 
وأمام النزيف العددي المتواصل في صفوف مقاتليها، والذي أصبح كابوساً يقض مضاجع قادة الميليشيا ومشرفيها الميدانيين، لجأت إلى وسيع حملة الاستقطاب الممنهجة للشباب والأطفال من الأحياء السكنية والتجمعات الشبابية والشوارع ومقرات العمل لتعويض تلك الخسائر.

ذات صلة