ضحاياها أكثر من 2790 قتيلا وجريحا خلال 13 شهراً .. مليشيات الحوثي الإرهابية ترتكب 20360 خرقاً في محافظة الحديدة
- الساحل الغربي - خاص
- 12:00 2020/03/03
تقرير/ عارف السامعي: منذ الإعلان عن اتفاق ستوكهولم دأبت مليشيات الحوثي على إفشال جميع بنوده عبر سلسلة من الخروقات ورفضها الالتزام بتعهداتها، ابتداء من تسليم موانئ الحديدة والانسحاب من المدينة، والمراوغة للتنصل من التزاماتها فيما يتعلق بملف الأسرى والمختطفين في سجونها، وأفشلت تفاهمات الأردن التي أعقبت اتفاق السويد. وعلى مدى الأشهر الماضية لم يحرز الاتفاق أي تقدم، باستثناء تشكيل لجنة مشتركة من الطرفين لوضع آلية تنفيذية لوقف إطلاق النار وتنفيذ بقية بنود الاتفاق، بينما تعقدت الأوضاع في الحديدة، أكثر مما كانت عليه قبل الاتفاق الذي تم التوصل إليه في ديسمبر العام الماضي.
آلاف الخروقات
ارتكبت مليشيات الحوثي أبشع الجرائم والمجازر الوحشية بحق المدنيين، حيث تعددت وسائل الإجرام وتنوعت أساليب الخروقات والانتهاكات بحق المدنيين منذ اللحظات الأولى لدخول الهدنة الأممية حيز التنفيذ وحتى اللحظة الراهنة.
فخلال العام الماضي بلغت خروقات مليشيات الحوثي 16 ألفاً و 640 خرقاً، فيما بلغت الخروقات خلال الشهر الماضي للعام الجاري ثلاثة آلاف و860 خرقاً».
وأوضح تقرير بثه المركز الإعلامي لـ«ألوية العمالقة» أن خروق المليشيات الحوثية في الحديدة منذ بدء الهدنة الأممية القائمة بموجب اتفاق «ستوكهولم» تجاوزت أكثر من 2400 قتيل وجريح من المدنيين منذ سريانها في 18 ديسمبر من العام الماضي.
وذكر التقرير أن المليشيات «قامت باستهداف وقصف المدن والأحياء السكنية ومنازل المواطنين في الحديدة بمختلف القذائف المدفعية والأسلحة المتوسطة والثقيلة، ولم تقتصر جرائم المليشيات على ذلك بل عمدت إلى الاستهداف المباشر للمواطنين وزرع حقول الألغام المنتظمة والعشوائية والعبوات الناسفة في الطرقات العامة والفرعية ومزارع المواطنين، وهو ما تسبب في سقوط مئات الشهداء وآلاف الجرحى المدنيين في مختلف مديريات محافظة الحديدة».
كما تسببت تلك الخروقات التي ارتكبتها مليشيات الحوثي الانقلابية بتدمير كلي وجزئي لـ446 منزلاً ومنشأة حكومية وخاصة اضافة الى المدارس ودور العبادة.
واستعرض التقرير مناطق سقوط القتلى والجرحى من المواطنين الذين سقطوا خلال فترة الهدنة الأممية في مناطق متفرقة منها: التحيتا، الجبلية، الحيمة، المتينة، حيس، الخوخة، الغويرق، المغرس، الجاح، الدريهمي، الطائف، الجريبة، الحالي، الحوك، منظر، والمسنا، مؤكدا سقوط سبعة قتلى و88 جريحاً في مختلف مناطق ومديريات محافظة الحديدة في الأسبوع الأول للهدنة من الفئات العمرية المختلفة (النساء والرجال والأطفال).
نزوح وتهجير
بعد 6 أشهر فقط من توقيع اتفاق ستوكهولم، وتحديداً في الـ11 من يونيو 2019، قال المجلس النرويجي للاجئين، إن 1750 مدنياً قتلوا في اليمن، منذ إبرام اتفاق ستوكهولم، وإن آلاف المواطنين أُجبِروا على الفرار من منازلهم، رغم دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ منذ 6 أشهر.
وأوضح المجلس، في بيان له، أن 255 ألف يمني أُجْبِروا على الفرار من منازلهم، بينما فقد 26.000 ألف شخص منازلهم، إضافة إلى مقتل وجرح أكثر من 20 شخصاً -معظمهم من الأطفال- بسبب الألغام الأرضية، مقارنة بما كان عليه قبل توقيع اتفاق وقف إطلاق النار.
وأكدت المصادر أن معظم الضحايا من النساء والأطفال، ومن بينهم 5 جنود حاولوا إسعاف أسرة انفجر بها لغم حوثي، فانفجر بهم لغم ثان، فيما تم رصد 4 حالات وفاة داخل سجون الحوثيين، جراء التعذيب أو الإهمال الطبي، وحالة وفاة واحدة لسجين خرج من سجن حوثي بحالة صحية متدهورة.
جرائم حرب
بحسب تقرير منظمة انقذوا الطفولة، فإن هناك 33 طفلاً بين قتيل وجريح كل شهر في الحديدة في الفترة بين يناير وأكتوبر 2019م.. كما لجأت مليشيات الحوثي في الآونة الأخيرة إلى تجنيد الأطفال والدفع بهم إلى مواقعهم العسكرية الأمامية في الحديدة دروعاً بشرية.
من جهته اوضح المتحدث باسم القوات المشتركة في الساحل الغربي وضاح الدبيش، لوكالة «شينخوا»: أن الخروقات في الفترة من 10 سبتمبر حتى 7 نوفمبر 2019 فقط، بلغت 2535 خرقاً، من بينها انتهاكات لحقوق الإنسان بحق المواطنين المدنيين، ترقى إلى جرائم حرب ضد الإنسانية، منها 410 محاولات تسلل فاشلة، و492 هجوم حرب مكتملة الأركان، و271 قصف منازل مواطنين ومنشآت مدنية، وحفر 126 خندقاً ونفقاً، بينما تمثلت الخروقات الأخرى في استحداث مواقع جديدة والتحشيد وإعادة التمركز والاستطلاع الجوي عبر الطيران المسير والاعتقالات والتجنيد الإجباري للأطفال.
رصد تفصيلي
مع تزايد الاتهامات الحكومية للحوثيين بالمراوغة وعدم الالتزام بتنفيذ أي من بنود الاتفاق، إلا أن سلوك الحوثي المراوغ والمتعنت في الحديدة ترك آثاراً كارثية وفاقم من الأوضاع الإنسانية في أوساط المدنيين، فخلال 13 يوماً فقط استمرت مليشيات الحوثي الانقلابية في خروقاتها لوقف اطلاق النار في محافظة الحديدة منذ بدء سريانه في 18 ديسمبر 2018، وحتى 31 ديسمبر 2018، وأدت هذه الخروقات الى مقتل 35 مدنياً، جلهم من النساء والأطفال، وإصابة 123 آخرين بنيران المليشيات الانقلابية.
وفي مستهل العام 2019م واصلت مليشيات الحوثي الإيرانية سلسلة جرائمها الوحشية بحق المدنيين، ورفعت من وتيرة انتهاكاتها على امتداد مناطق ومديريات محافظة الحديدة خاصة في جنوبها، وبشكل يومي.
ففي شهر يناير 2019م أوقعت المليشيات أعداداً كبيرة من المدنيين ضحايا سقطوا جراء عمليات القصف والاستهداف وانفجار الألغام والعبوات الحوثية، حيث قتل 25 مدنياً، وجرح 224 أخرين، معظمهم من النساء والأطفال. وفي شهر فبراير قتل 23 مدنياً، وجرح 199 أخرين.
فيما قتل في شهر مارس 20 مدنياً، وجرح 166 أخرين، وبلغ عدد القتلى من المدنيين في شهر أبريل 16 قتيلاً، وجرح 153 أخرين.
وارتفع عدد القتلى المدنيين في شهر مايو جراء استمرار انتهاكات مليشيات الحوثيين وسقط على أثرها 18 قتيلاً، و179 جريحاً.. فيما بلغ عدد القتلى من المدنيين في شهر يونيو 17 قتيلاً، و190 جريحاً.
وبينما رفعت المليشيات من وتيرة انتهاكاتها ضد المدنيين في شهر يوليو الى 18 قتيلاً، و200 جريح. كما قتل 14 مدنياً، وجرح 198 أخرين في أغسطس، ليرتفع العدد خلال شهر سبتمبر إلى 23 قتيلاً مدنياً، وجرح 197 آخرين.. وفي أكتوبر قتل 21 مدنياً، وجرح 212 أخرين. فيما بلغت جرائم المليشيات في شهر نوفمبر 15 قتيلاً مدنياً، وجرج 146 آخرين.
4 آلاف خرقاً منذ بداية 2020
قال وضاح الدبيش، الناطق باسم القوات المشتركة في الساحل الغربي في بيان صحفي، إن خروقات مليشيات الحوثي في الحديدة بلغت خلال شهر يناير المنصرم 3 آلاف و860 خرقاً خرقاً.
وأكد الدبيش مقتل 24 مدنياً وإصابة 62 آخرين على يد مليشيات الحوثي، فضلاً عن تدمير 15 منزلاً و7 مزارع و22 مركبة مدنية، كما استحدثت 171 خندقاً ونفقاً في نقاط المراقبة وباقي المحاور، ونصبت مرابض مدفعية بلغ عددها 113 مربضاً».
انحياز أممي
انحياز الأمم المتحدة للمليشيات بات واضحاً وجلياً، ويؤكده ترحيبها بمسرحية الانسحاب الأحادي الذي تحدث عنه الحوثيون، وعدم تعاملها مع خروقاتها المستمرة ومماطلتها في تنفيذ التزاماتها بموجب اتفاق ستوكهولم.
وضاح الدبيش، الناطق الرسمي باسم القوات المشتركة في الساحل الغربي قال: إن اتفاق السويد أصبح حبراً على ورق.
مشيراً إلى أن مليشيات الحوثي اتخذت من اتفاق السويد «غطاء وشرعنة لاستعادة انفاسها بمساعدة الأمم المتحدة، وتنفيذ أجندتها وتصفية حساباتها الداخلية».