العبث الأممي في حضرة الحوثي: هل تبحث اليونيسف عن إداري خارق
- خاص - الساحل الغربي
- قبل 14 ساعة و 46 دقيقة
بينما تتعالى صرخات المختطفين في صنعاء وتغرق المدينة في دوامة الانتهاكات الحوثية، تفاجئنا منظمة اليونيسف بإعلان وظيفة شاغرة، وكأنها تبحث عن ”إداري خارق“ يستطيع العمل وسط أجواء الخطف والفوضى والابتزاز.. إعلانٌ كهذا يبدو أشبه بـ"التحدي" في بيئة إرهابية تبتلع حتى من يحملون شعارات الإنسانية.
كيف يمكن لمنظمة تدّعي الدفاع عن حقوق الأطفال أن تُواصل التعامل مع جماعة مارقة اختطفت موظفيها؟ فبدلاً من مواجهة هذا الاستهداف الممنهج، تتعامل الأمم المتحدة وكأنها جزء من "مسرح العبث الحوثي"، حيث يُصبح الصمت حيال الجرائم الحوثية سياسة مُعتمدة؛ وكأن صنعاء تحولت إلى ساحة لاختبار صبر المنظمات الدولية على "ممارسات الابتزاز"
رغم الدعوات المتكررة من الحكومة الشرعية لنقل مقرات المنظمات إلى عدن، تصر الأمم المتحدة على البقاء في صنعاء وكأنها تستمتع بلعب دور "الضحية"؛ كيف يمكن لمنظمة تدّعي الحياد أن تصر على العمل في بيئة تُهدد سلامة موظفيها؟ الأخطر أن الحوثيين لم يكتفوا بمصادرة المساعدات لصالح "المجهود الحربي"، بل تجاوزوا ذلك إلى اختطاف الموظفين الأمميين "غير المتعاونين" بذريعة "التخابر"!؛ حيث يمكن أن يُتهم الموظف الأممي بالتخابر مع المواطن… أو ربما "التخابر مع السلة الغذائية!"
ربما تحتاج الأمم المتحدة إلى تعديل وصفها الوظيفي ليشمل بند مهارات ”مقاومة الخطف“، أو ربما إضافة ”بدل اختطاف“ ضمن الحوافز المالية! إذ يبدو أن البقاء على قيد الحياة بات مهارة إدارية ضرورية، بل وقد يتضمن التقييم السنوي للموظف سؤالاً مثل: "هل نجحت في التفاوض مع الخاطفين هذا العام"؟
قيادي حوثي علق: "إذا لم تجد الأمم المتحدة موظفاً شجاعاً لهذه الوظيفة، يمكننا إرسال أحد مشرفينا لإدارة المكتب بطريقتنا المثالية"! فيما اقترح آخر: "نحن خبراء في إدارة الغاز والدقيق، مستعدون للتعاون مع الأمم المتحدة"!
إذا لم تتخذ الأمم المتحدة موقفاً صارماً بالانسحاب من صنعاء، فإنها تختار طواعية الاصطفاف مع الظلم وتقديم غطاء شرعي لجماعة إرهابية.. كفى لعب دور الضحية، فقد حان وقت الوضوح: إما مواجهة الحوثيين أو البحث عن وظيفة أخرى خارج "ساحة العبث الحوثية".
هل ننتظر في الأيام القادمة إعلاناً أممياً جديداً مثل "مطلوب إداري يجيد التفادي السلمي للاختطاف"؟ حيث يبدو العمل الإنساني في صنعاء ”المختطفة“ أصبح تجربة شبيهة ببرامج تحدي الخوف والبقاء على قيد الحياة.