توسع زراعة الألغام الحوثية: تهديدات مستمرة للحديدة وأهلها

  • الساحل الغربي - خاص
  • 11:53 2024/11/18

واصلت مليشيا الحوثي زراعة حقول واسعة من الألغام في محافظة الحديدة.. وفقًا لتصريحات علي حميد الأهدل، مدير مكتب الإعلام بمحافظة الحديدة، فإن الحوثيين قاموا بتوسيع نطاق زراعة الألغام ليشمل المزارع والمنازل في القرى التي هجرت سكانها مؤخرًا في مديريات الجراحي والمنظر والدريهمي، بالإضافة إلى مناطق ساحلية أخرى في التحيتا وبيت الفقيه.
 
تعد الألغام التي يزرعها الحوثيون تهديدًا خطيرًا لحياة المدنيين في المناطق التي يتم تلغيمها، حيث وثقت الإحصائيات مقتل 945 شخصًا وإصابة أكثر من 1500 آخرين بجروح، معظمهم من النساء والأطفال؛ وتنتشر الألغام بشكل عشوائي في الأراضي الزراعية والمنازل، دون خرائط واضحة لتحديد مواقعها، مما يجعلها تهدد حياة السكان بشكل دائم؛ ورغم الجهود الإنسانية للحد من هذه المأساة، فإن الحوثيين مستمرون في زرع الألغام بشكل متسارع.
 
في وقتٍ واحد، كثف الحوثيون تحصين دفاعاتهم في عدد من المديريات الجنوبية الغربية في الحديدة، عبر استحداث خنادق وأنفاق وأعمال تحصين أخرى؛ هذه التحصينات، التي تشمل أيضًا زراعة الألغام، تأتي في إطار استعداداتهم لمواجهة ما يزعمون أنه هجوم عسكري ضدهم في المحافظة، التي تشهد توترًا مستمرًا رغم اتفاقات الهدنة الأممية.
 
فيما تتزايد المخاوف المحلية والدولية بشأن الألغام الحوثية، ندد مكتب حقوق الإنسان التابع للسلطة المحلية في الحديدة بالصمت الدولي تجاه الانتهاكات الحوثية؛ وطالب بمزيد من التدخل من قبل المنظمات الدولية والحقوقية لوقف هذه الممارسات التي تزيد من معاناة المدنيين؛ وأشار علي الأهدل إلى أن الحوثيين لا يهتمون بحياة المدنيين، بل يسعون لتحويل الحديدة إلى "حقل ألغام" طويل الأمد لتقويض الحياة الطبيعية للسكان.
 
تأثرت الحياة الاقتصادية في الحديدة بشكل كبير بسبب الألغام التي زرعها الحوثيون، حيث يعتمد السكان على الزراعة والصيد كمصادر رئيسية للرزق؛ وقد تسببت الهجمات الحوثية على السفن التجارية وزراعة الألغام البحرية في البحر الأحمر في توقف العديد من الأنشطة البحرية؛ ومن جانب آخر، تشكل زراعة الألغام في أراضي السكان تهديدًا إضافيًا لمستقبلهم، حيث يواجهون تحديات كبيرة للحفاظ على سبل معيشتهم.
 
تستمر محافظة الحديدة في معاناتها من الألغام الحوثية، التي جعلت منها واحدة من أكثر المناطق الموبوءة بالألغام؛ ورغم الضغوط الدولية واتفاقات الهدنة، ما يزال الحوثيون يواصلون سياسة تلغيم واسعة النطاق، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني ويعرض حياة المدنيين للخطر المستمر.

ذات صلة