الحديدة تحت الألغام: الحوثيون يغلقون الطريق أمام السلام
- الساحل الغربي - خاص
- 11:59 2024/11/17
في تصعيد خطير، كثفت مليشيا الحوثي عمليات زرع الألغام في محافظة الحديدة، ضمن استعداداتها لخوض عملية عسكرية محتملة.. فقد أفادت مصادر محلية بتعزيز الحوثيين دفاعاتهم العسكرية في عدة مديريات جنوبية غربية من المحافظة، حيث تم زرع الألغام الأرضية واستحداث خنادق وأنفاق ومصدات ترابية، بالإضافة إلى تحشيد القوات والآليات وتنفيذ مناورات تدريبية؛ يندرج هذا التحرك في إطار ما وصفه الحوثيون بمحاولة التصدي لعملية عسكرية.
يأتي هذا التطور في وقت حرج، حيث تواصل مليشيا الحوثي توسيع دائرة الألغام في مديرية الدريهمي، مما يزيد من تهديد حياة المدنيين؛ وفي هذا السياق، أدان مكتب حقوق الإنسان التابع للسلطة المحلية في الحديدة هذا التصعيد، محذراً من التهديدات المتزايدة التي تسببت في سقوط العديد من الضحايا المدنيين؛ وعلى الرغم من الهدنة الأممية التي سادت في الفترة من أبريل 2022 حتى أكتوبر من نفس العام، ما يزال المدنيون يدفعون ثمن هذه الانتهاكات المستمرة.
وأفادت المصادر المحلية بتوسيع الحوثيين لزرع شبكات الألغام في قرى كانت قد هجّرت سكانها قسرياً، خاصة في مديرية الجراحي ومنطقة منظر، وكذلك في مديريات الدريهمي، التحيتا، وبيت الفقيه؛ وعُلم أن الحوثيين يعملون على زراعة الألغام بشكل مكثف نهاراً وليلاً في منازل المواطنين ووسط المزارع، ما يفاقم من معاناتهم ويحول مناطقهم إلى حقول ألغام تهدد حياتهم اليومية.
وتجدر الإشارة إلى أن الحديدة تعد من أكثر المحافظات اليمنية تضرراً من الألغام الحوثية، حيث بلغ عدد الضحايا منذ بداية الحرب نحو 2500 شخص، بينهم 945 قتيلاً وأكثر من 1500 جريح، معظمهم من النساء والأطفال؛ كما استهدفت المليشيا البحر الأحمر، مما اضطر العديد من الصيادين إلى ترك مهنتهم بعد أن أصبحت المنطقة العسكرية المحورية للأعمال العدائية الحوثية ضد السفن التجارية.
تأتي هذه الأوضاع في وقت يتزايد فيه القلق الدولي من تجاهل الانتهاكات الحوثية المستمرة، مما يستدعي تدخل المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية لإيجاد حل حاسم ووقف هذه الممارسات المدمرة التي تواصل تقويض حياة اليمنيين.