مخاوف متزايدة داخل الحوثيين: حملة اعتقالات ومراجعة آليات القيادة وسط صراعات داخلية

  • الساحل الغربي - خاص
  • 11:17 2024/10/12

في ظل حالة الاضطراب الداخلي التي تعيشها مليشيا الحوثي الإيرانية، شنت المليشيا خلال الساعات القليلة الماضية حملات اعتقالات واسعة طالت عدداً من قياداتها الميدانية والمقربين من كبار القادة، وذلك في العاصمة المحتلة صنعاء.. تأتي هذه التحركات الأمنية وسط تصاعد التوترات والصراعات الداخلية داخل صفوف المليشيا، مما يثير التكهنات حول دوافع هذه الإجراءات.
 
أفادت مصادر أمنية بأن جهاز الأمن الوقائي الحوثي شنّ حملة اعتقالات مفاجئة استهدفت عدداً من مشرفي الجماعة في صنعاء، حيث تم اقتيادهم إلى أماكن مجهولة؛ تأتي هذه الخطوة بعد حملة مماثلة نفذتها المليشيا ضد مقربين من قيادات الصف الأول، مع تكتم شديد حول أماكن احتجازهم وأسباب اعتقالهم.
 
رغم عدم صدور بيان رسمي من مليشيا الحوثي يوضح أسباب ودوافع هذه الاعتقالات، فإن توقيت الحملة يتزامن مع حالة توتر وإرباك ملحوظين داخل أروقة الأجهزة الأمنية التابعة للمليشيا؛ مراقبون يرون أن هذه الاعتقالات قد تكون جزءًا من صراع داخلي بين أجنحة المليشيا، أو محاولات للسيطرة على تحركات داخلية قد تشكل تهديدًا لاستقرار الجماعة.
 
إلى جانب حملة الاعتقالات، كشفت مصادر مطلعة عن قيام مليشيا الحوثي باتخاذ إجراءات أمنية احترازية تشمل إعادة تموضع قادتها وتحديث آليات القيادة والسيطرة والاتصالات؛ تدرس الجماعة تعيين قائد احتياطي بديل لزعيمها عبدالملك الحوثي، في حال تعرضه لأي استهداف مماثل لما تعرض له حزب الله اللبناني، الذي خسر عددًا من قادته في ضربات إسرائيلية.
 
تشير المعلومات إلى أن الجماعة الحوثية تجري مناقشات عالية المستوى حول مسألة اختيار "القائد البديل"، بإطلاع مندوب المرشد الإيراني علي محمد رمضاني، الذي تم تعيينه ممثلًا رسميًا لدى الجماعة في أغسطس الماضي؛ هذه النقاشات تأتي وسط خشية الجماعة من ضربات محتملة قد تستهدف زعيمها الحالي عبدالملك الحوثي.
 
تسلط هذه التحركات الضوء على حالة عدم الاستقرار المتزايدة داخل مليشيا الحوثي، والتي يبدو أنها تعيش مرحلة حرجة من الصراع الداخلي وإعادة ترتيب الصفوف؛ حملة الاعتقالات الواسعة وإعادة تموضع القيادات يعكسان حالة القلق والتوتر المتصاعدة في صفوف المليشيا، ويشير إلى وجود انقسامات أو تحركات داخلية تهدد تماسك الجماعة.

ذات صلة