في خطوة لفرض السيطرة وتكريس سلطتها بالقوة، أجبرت مليشيا الحوثي عقال الحارات في العاصمة المحتلة صنعاء على حشد أعداد كبيرة من السكان للمشاركة في ما وصفته بـ"العرض الشعبي" المزمع إقامته في ميدان السبعين، اليوم السبت، وذلك بالتزامن مع ذكرى انقلابها على الدولة في 21 سبتمبر.

 

وذكرت مصادر محلية أن المليشيا فرضت على كل عاقل حارة حشد ما لا يقل عن عشرين شخصًا، تحت تهديد العقاب، للمشاركة في هذا العرض؛ يأتي هذا وسط تصاعد الرفض الشعبي للمشاركة في هذه الفعاليات التي تنظمها الجماعة.

 

لم تقتصر عمليات التحشيد على السكان فقط، بل امتدت لتشمل توجيهات إجبارية لموظفي الدولة والمدرسين، الذين أُمروا بالمشاركة في العرض والزج بالطلاب في الفعالية؛ هذا الضغط المتزايد من قبل المليشيا يعكس تراجع التأييد الشعبي لها، حيث يزداد رفض اليمنيين لما يصفونه بـ"المشروع التدميري" الذي تقوده الجماعة منذ انقلابها على السلطة الشرعية.

 

وبحسب المصادر، فإن المليشيا تهدف من خلال هذا العرض إلى إظهار نوع من التأييد الشعبي لسلطتها، في وقت تعاني فيه المناطق الخاضعة لسيطرتها من أزمات اقتصادية وإنسانية خانقة؛ يُذكر أن هذه التحركات تأتي في ظل احتقان شعبي متزايد ضد سياسات الجماعة، التي يُنظر إليها على أنها محاولة لإعادة اليمن إلى حقبة الحكم الإمامي باستخدام القوة.

 

هذا الحشد الإجباري يعكس طبيعة الجماعة الحوثية التي تعتمد على القمع والترهيب في تسيير شؤون المناطق الواقعة تحت سيطرتها؛ ومن خلال إجبار المواطنين على المشاركة في الفعاليات المؤيدة لهم، تسعى الجماعة إلى خلق صورة زائفة عن تأييد شعبي لسلطتها.

 

وعلى الرغم من محاولات الحوثيين استخدام "العروض الشعبية" كأداة لإظهار القوة، إلا أن الرفض المتزايد بين اليمنيين يعكس تآكل الجماعة في نظر العديد من المراقبين.