الانفتاح السعودي على الحوثيين عزز النفوذ الإيراني بدلاً من كبحه.. تعيين رمضاني رسالة سياسية وعسكرية

  • الساحل الغربي - خاص
  • 07:31 2024/08/29

في خطوة استفزازية، أعلنت إيران تعيين علي محمد رمضاني سفيرًا جديدًا لها لدى مليشيا الحوثي في صنعاء؛ هذه الخطوة ليست مجرد تعيين دبلوماسي، بل هي رسالة سياسية وعسكرية تحمل في طياتها الكثير من الدلالات الخطيرة.
 
تأتي هذه الخطوة في وقت يشهد فيه اليمن جمودًا سياسيًا وتوقفًا في التفاهمات السعودية-الإيرانية، مما يثير تساؤلات حول أهداف إيران من هذا التعيين وتوقيته؛ يبدو أن إيران قد انتهت من ترتيب وضعها الداخلي، وباتت قادرة على الالتفات إلى ملفاتها الخارجية، وعلى رأسها الملف اليمني.
 
من خلال تعزيز وجودها الدبلوماسي في صنعاء، تسعى إيران إلى إرسال رسائل متعددة، منها تأكيد دعمها لمليشيا الحوثي وتشجيعها على التمسك بمواقفها، والضغط على السعودية عبر ورقة اليمن، وتأكيد دورها كمؤثر أساسي في المنطقة؛ هذا التعيين ليس إلا جزءًا من استراتيجية إيران لتعزيز نفوذها في اليمن والسيطرة على مليشيا الحوثي.
 
طريقة نقل السفير الإيراني إلى صنعاء تثير الكثير من الشكوك؛ في السابق، كان يتم تهريب كبار المسؤولين الإيرانيين عبر سفن تابعة لفيلق الحرس الثوري الإيراني، ومن ثم عبر قوارب لمليشيا الحوثي؛ ومع الهدنة الأخيرة، أصبح التهريب عبر الطيران خيارًا متاحًا؛ هذا يعكس مدى التلاعب الإيراني بالوضع اليمني واستغلاله لتحقيق أهدافها.
 
تعيين رمضاني يحمل في طياته مهام عسكرية واضحة، مشابهة لتلك التي كان يقوم بها سلفه إيرلو؛ إيران بحاجة إلى إحكام قبضتها على مليشيا الحوثي، خاصة في ظل ما يحدث في المنطقة من تصعيد؛ هذا التعيين يعكس رغبة إيران في السيطرة الكاملة على مليشيا الحوثي وتوجيهها بما يخدم مصالحها.
 
تعيين إيران سفيرًا جديدًا لدى الحوثيين هو استمرار لسياسة إيران في استهداف اليمن وسيادته؛ إيران تتصرف بثقة كبيرة بعد أن تأكدت أن جماعة الحوثي لا تقع تحت ضغوط عسكرية أو دبلوماسية يمكن أن تنعكس على موقف إيران نفسها؛ التفاهمات السعودية-الإيرانية والانفتاح السعودي على جماعة الحوثي شجعا إيران أكثر من أن يلجماها.
 
وفي ظل هذه التطورات، يبدو أن إيران تسعى لتعزيز نفوذها في اليمن والسيطرة على مليشيا الحوثي بشكل كامل؛ هذا التعيين ليس إلا جزءًا من استراتيجية إيران لتحقيق أهدافها السياسية والعسكرية في المنطقة، على حساب معاناة الشعب اليمني واستمرار الأزمة الإنسانية.

ذات صلة