التجسس كذريعة: معركة اليمنيين الخفية ضد القمع الحوثي
- الساحل الغربي - خاص
- 12:07 2024/07/02
اليمن، الذي كان يومًا مهد الحضارات، يجد نفسه اليوم محاصرًا بجدران من الصمت والخوف، بينما تُحاك في الخفاء مؤامرات تُنسج خيوطها بأيدي ملطخة بالدماء.
تبرز الاتهامات الحوثية كمسرحية هزلية تنضح بالسخرية من مفاهيم العدالة والحرية؛ إنها لعبة شطرنج سياسية يُستبدل فيها البيادق بأرواح البشر، وتُستخدم فيها الأكاذيب كأسلحة لتشويه صورة الحقيقة وتكميم أفواه الحرية.
التخابر والتجسس، هذا الشبح الذي يُطارد الجميع، يُستخدم كذريعة لتبرير القمع والاستبداد؛ الطلاب، الذين يُفترض أن يكونوا بناة المستقبل، يُحولون إلى خونة في مسرحية الحوثيين، حيث الأدوار مُقسمة والسيناريو مُعد مسبقًا.
وفي ظل هذه الاتهامات، يُصبح الصحفيون، حراس الحقيقة، مجرد أهداف للرصاص السياسي؛ يُحاكمون في محاكم الرأي العام، ويُدانون في قاعات الظلم، حيث القاضي والجلاد وجهان لعملة واحدة.
تتهم جماعة الحوثي، بلسان رئيسها المشاط، الطلاب والصحفيين بالتجسس لصالح الولايات المتحدة، في محاولة يائسة لإلقاء اللوم على الخارج وتجاهل الفشل الداخلي؛ يُعد هذا الاتهام بمثابة الريح التي تحاول هز كيان شجرة الحرية، لكنها لا تدرك أن جذورها راسخة في تربة الوعي.
وما هذه الاعترافات المُنتزعة تحت وطأة التعذيب إلا صدى لأوجاع مكتومة، تُردد صرخات الألم في زنازين الحوثيين؛ وكأن الحقيقة قد أُعدمت على مذبح الأهواء السياسية، وتُركت الأرواح تتخبط في متاهات الظلم.
يُظهر هذا السلوك الحوثي نزعة استبدادية تسعى لتقييد العقول وتكميم الأفواه، وتحويل الشباب إلى أدوات لتحقيق أجنداتها السياسية؛ إنهم يحاولون طمس الهوية اليمنية الأصيلة برداء الخوف والترهيب، متناسين أن العلم والمعرفة هما السلاح الأقوى في وجه الجهل والتخلف.
تُعد هذه الاتهامات بمثابة إعلان حرب على الفكر والثقافة، ومحاولة لإعادة كتابة التاريخ بأحبار الأوهام والأكاذيب؛ إنها تعكس حالة اليأس التي تعيشها الجماعة، والتي تدفعها للتشبث بأي قشة تظن أنها ستنقذها من غرقها في بحر العزلة.
وفي عالم الحوثيين المقلوب، حيث يُصبح العلم جريمة والتعليم خيانة، يُصارع اليمنيون للحفاظ على هويتهم وثقافتهم؛ ولكن، كيف للثقافة أن تزدهر في أرض يُخنق فيها الإبداع، ويُسجن فيها الفكر؟
اليمن، بشعبه الأبي، يستحق أكثر من مجرد كونه ساحة للمحاكمات القمعية والصراعات الدولية والمحلية؛ ويبقى الأمل، مهما كان ضئيلاً، بأن يأتي اليوم الذي تُعاد فيه الكرامة للإنسان اليمني، وتُرفع فيه راية العدالة عاليًا، خفاقة بألوان الحرية والسلام.
ستظل الأقلام الحرة تكتب، والأفواه الشجاعة تتحدث، والعقول الواعية تفكر، مهما حاول الطغاة إسكاتها.