وجهان لعملة واحدة: الحوثيون يُدينون العنف بينما يُمارسونه

  • الساحل الغربي - خاص
  • 01:12 2024/06/04

حيث يتقاطع الهراء مع الواقع المؤلم، يُصدر الحوثيون بيانًا يُشبه الأوبرا السريالية، يُدينون فيه الهجمات الإسرائيلية في سوريا ويُعلنون تضامنهم مع "الشهداء والجرحى"، في حين يُغضون الطرف عن المأساة التي يُخرجونها يوميًا على مسرح اليمن؛ يُحاول البيان رسم صورة للحوثيين كرعاة للعدالة الإنسانية، بينما يُعاني الشعب اليمني من أزمة إنسانية تُراق فيها الدماء بسخاء بفعل سياساتهم العدائية.
 
يُظهر البيان كيف أن الحوثيين يُحاولون استغلال الأحداث الإقليمية لتلميع صورتهم السياسية، مُتجاهلين الواقع المُر الذي يعيشه المواطن اليمني تحت سيطرتهم؛ يُعد البيان محاولة يائسة للتملص من المسؤولية عن الأزمة اليمنية، مُحملًا الآخرين عبء الفشل الذي هم أنفسهم سببه الرئيسي.
 
يُحاول البيان إقناعنا بأن اليمن يعيش في سلام وأمان، بينما الحقيقة المُرة تقول إن الحوثيين، بدعمهم الإيراني، قد أدخلوا اليمن في دوامة من العنف والدمار؛ يُحاولون تصوير أنفسهم كمدافعين عن القضايا الإقليمية والعربية، بينما يُمارسون أبشع أنواع القمع والاستبداد بحق المواطن اليمني.
 
هذا البيان هو دليل آخر على أن الحوثيين لا يُمثلون سوى واجهة للتدخلات الإيرانية في المنطقة، وأنهم ليسوا سوى أداة في يد طهران لزعزعة استقرار اليمن والمنطقة؛ وفي الوقت الذي يُعلنون فيه عن تضامنهم مع سوريا وفلسطين، يُعاني الشعب اليمني جراء سياساتهم العدائية التي لا تُبقي ولا تذر.
 
بهرائهم وادعاءاتهم الفارغة في مناصرة المظلومية، لا يُمكنهم إخفاء التبعية لإيران، والدمار الذي أحدثوه في اليمن؛ لن تُمحى الجرائم، ولن تُشفى الجراح، فالشعب اليمني، الذي عانى الأمرّين، يعرف جيدًا أن وراء الأقنعة وجهًا آخر، وجه القهر والظلم والاستبداد؛ وستظل جرائم هذه المليشيا شاهدة، لا تُغيرها الأقوال ولا تُبدلها الأفعال، حتى ينال منهم.

ذات صلة