في مشهد يبدو كأنه من مسرحية سياسية ساخرة، يأتينا عبدالملك الحوثي، زعيم المليشيا الانقلابية، بتصريحات تنضح بالتهكم السياسي؛ يصف قرارات البنك المركزي اليمني بأنها "عدوان اقتصادي" و"لعبة خطيرة"، وكأن الاقتصاد اليمني كان يتمتع برفاهية عارمة قبل هذه القرارات.

 

وكما هو متوقع في كل مرة تتعثر فيها خطط الحوثيين، يُخرج الحوثي ورقة الاتهامات الجاهزة ضد السعودية والولايات المتحدة، مدعيًا أنهما وراء كل ما يحدث، في محاولة لرسم صورة المؤامرة الكبرى التي تُحاك ضد اليمن؛ ولم يفوت الفرصة ليقحم إسرائيل في القصة، في توجيه يبدو كأنه محاولة لإضافة نكهة درامية لخطابه الأسبوعي.

 

يحذر الحوثي من "اللعب بالنار"، ويدعو السعودية لعدم الضغط على البنوك في صنعاء، وكأن السعودية لا تملك ما هو أهم لتفعله؛ ويذهب إلى حد القول بأن تنفيذ هذه القرارات يعني دعم السعودية لإسرائيل، في تصريح يبدو كأنه محاولة للربط بين النقاط في لوحة فنية معقدة لا يفهمها إلا هو.

 

وسط هذه التصريحات الساخرة، يبقى الشعب اليمني معلقًا بين مطرقة الأزمات الاقتصادية وسندان الوضع الإنساني المتدهور؛ ويظل السؤال الأكبر: هل ستؤدي هذه الخطوات إلى تحسين الوضع المصرفي، أم أنها مجرد فصل جديد في مسلسل التوترات الذي لا يبدو أن له نهاية؟