في محافظة الحديدة، شهدت الأيام الأخيرة تصاعدًا في التوترات الاجتماعية والاقتصادية، حيث نظم مئات السائقين العاملين في الموانئ وقفة احتجاجية كبيرة؛ السائقون، الذين يمثلون نقابة النقل الثقيل، عبروا عن رفضهم القاطع لممارسات مليشيا الحوثي التي تستهدف أعمالهم وتقطع أرزاقهم.

 

المظاهرة جاءت كرد فعل على اقتحام مليشيا الحوثي للموانئ وتحميل الشحنات التجارية بالقوة عبر قاطرات تابعة لهم، مخالفين بذلك نظام الدور المتفق عليه مع نقابة النقل الثقيل؛ هذه الأفعال تعكس محاولة الحوثيين للاستيلاء على القطاع التجاري وإحلال شركات تابعة لهم بالقوة، مما يهدد استقلالية القطاع الخاص ويضر بالاقتصاد المحلي.

 

المحتجون طالبوا بتفعيل نظام الدور العادل ورفضوا تسليم قطاع النقل لشركات حوثية، مؤكدين على استمرار احتجاجاتهم حتى تحقيق مطالبهم المشروعة؛ الاعتصامات تستمر للأسبوع الثاني على التوالي، مع تأكيد السائقين على رفض القرارات التعسفية التي تحرمهم من مصدر رزقهم.

 

التجار في المحافظة أيضًا يستنكرون تصرفات مليشيا الحوثي التي أدت إلى توقف حركة النقل وتهديد بتلف البضائع، مما يسبب خسائر كبيرة؛ يطالبون بتدخل الجهات المختصة لمعالجة الأزمة وضمان استمرارية النقل التجاري.

 

مصادر اقتصادية في صنعاء كشفت عن استحواذ المليشيا الحوثية على إيرادات جمركية كبيرة من ميناء الحديدة، تقدر بترليوني ريال من السفن النفطية خلال العام الماضي، دون صرف الرواتب المستحقة للموظفين وفق اتفاق ستوكهولم؛ هذا يعكس استغلال الحوثيين للموارد الاقتصادية لتعزيز سيطرتهم، متجاهلين الالتزامات المالية تجاه المواطنين والعاملين في القطاع العام.