أنا ميت

03:18 2024/01/31

إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون:
الكلمة الوحيدة التي نطقها القاضي "عبد الوهاب قطران" رئيس المحكمة ومالك حصانة القضاء من سجن أصحابنا لابنه:  [أنا ميت]...
هذه العبارة أحرقت قلبي وحرّكت وجداني رغم أني لا أعرفه شخصيًا ولم ألتقِ به، ولا أعرف شيئا عن واقعه، أتابع أحيانا كتاباته التي تنم عن قاضٍ ومحامٍ وإنسان شهم وحر وشريف، وصاحب فكر ووعي قل نظيره.
[أنا ميت].. و ربما هذه الكلمة قيلت من قبل المعلم الكبير (أبو زيد الكميم) ومن نفس السجن لأحد أفراد أسرته كما قالها القاضي قطران.
اعتقال القاضي "قطران" و المعلم "الكميم" على خلفية انتقادهما فساد سلطة صنعاء ومطالبتهما بتسليم الرواتب للموظفين -أسوة بقيادات سلطة أنصار الله- جريمة وإهانة ومصادرة لحقهم في الحياة وحرية الرأي، والأسوأ من ذلك هو إلصاق تهمة أنه كان يصنع خمرًا في بيته، وهو لا يكاد يشبع خبزًا كما سمعنا، هذه بحد ذاتها جريمة؛ تكشف قبح وإفلاس من يستخدم مثل هذه الأساليب القذرة ضد من ينتقده، وتتنافى مع القيم والأخلاق التي عرف بها اليمنيون وورثوها كابرا عن كابر، وتتعارض مع الهوية الإيمانية التي يتشدقون بها.
 أليس الله سبحانه وتعالى يقول: (إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ)؟ 
أليس هذا ظلم وافتراء؟!!
كيف نستنكر الظلم (الاsرائيلي) لاهلنافي (غzة) ولا نستنكر ظلمنا لأهلنا ورعايانا في صنعاء!!
 تضامنا الكامل مع "القاضي قطران" و"أبو زيد الكميم" و"الأستاذ محمد الكهالي" وكل مظلوم، ونطالب بإطلاق سراحهم، ويكفي الشعب ما جرعتموه وأذقتموه من جوع ومعاناة.
وباعتقادي أن قضية السجون وكبت الحريات ليست حلًا. ولن تعالج الإشكاليات وإنما تزيد الوضع تعقيدًا أكثر وفي التاريخ عبرة لمن يعتبر..