في بداية المكالمة (المسجلة والمسربة واستمع مراسل الساحل الغربي إليها عبر مقطع صوتي متداول) ينتحل المخبر الحوثي بدري العنوة اسم شخص آخر (فوزي النفيش) ويعُرف نفسه بذلك لزيد رطاس الذي عينته المليشيات مديراً لمكتب التربية بمحافظة عمران.

يعاتب المخبر (بدري) مدير التربية بالمحافظة رطاس لاتخاذه قرار تعيين مدير لإدارة التربية في مديرية خمر أحمد شرف الدين، ويوضح المخبر أن المجتمع في خمر رافض رفضا كليا ذلك القرار، ويبرر أن أحمد شرف لا يحمل أي مؤهل ولم يأتِ من الوسط التربوي وأنه شخص غير مرغوب فيه، ويؤكد بدري أن أحمد شرف قام بتعيين مديرة لمدرسة الشيماء للبنات ويصف بدري المديرة الجديدة أن (سمعتها الأخلاقية يعرفها الجميع)..

في منتصف المكالمة يشرح بدري الوضع في خمر مؤكداً أن المجتمع رافض لسياسات الحوثيين، ويوضح أن "الخمسة المساجد التي سيطروا عليها أثناء الحرب مع القشيبي أصبحت بلا خطباء واُغلقت بعضها والناس رافضين حتى رفع صورة "السيد" في المديرية".

من جهته قال زيد رطاس، القيادي في المؤتمر الشعبي سابقاً والمُعين مديراً لمكتب التربية في محافظة عمران، إن أغلب القرارات تصدر من جهات عليا، وأنه لا يوجد قرار لديه، وإذا صدر قرار فهو نتيجة لضغوطات من جهات أخرى يستخدمون ختمه في إصدار القرارات.

وأكد رطاس أن الإدارة التابعة لهم في مديرية خمر تعاني فشلاً ذريعاً في كل المجالات، مؤكداً أنه لن يصدر أي قرار آخر حتى يتم إقالة أحمد شرف الدين الذي تم تعيينه مديراً لمكتب التربية في خمر.

وفي نهاية المكالمة يقول رطاس إنه سيقف مع صف المجتمع، وإنه أتى لخدمة المجتمع فقط ولا يخدم أحدا.

وفي إشارة منه إلى اقتراب الثورة الشعبية التي ستُغير كل هذة الاختلالات، طَالب رطاس من بدري والبقية "أن يتوكلوا على الله وهو سيهيئ للكل".

المكالمة المسربة كشفت الصراعات البينية داخل أجندة المليشيات الحوثية، كما وضحت كيف تدار مؤسسات الدولة عبر آليات عبثية وقوى خفية تحكمها، كما أكدت حقيقة أن القرارات والتعيينات التي تتم في مناطق سيطرة الحوثيين بمعايير طائفية سلالية لا تخضع لأنظمة وقوانين ومعايير وطنية.