مذ غزت مليشيا الحوثي مدينة تعز بمطلع العام 2015 اتخذت من (حي الجحملية) معقلاً لعناصرها وقامت بأبشع عملية تهجير قسري للمدنين واتخاذ منازلهم مواقعا عسكرية .
هُجِر الآلاف من أبناء الجحملية وذهبوا يهيمون على وجوههم بلا مال أو جهة تؤيهم, ومنهم من لم يستطع حمل أوراقه الثبوتية اثر القصف الكثيف الذي تعرضت له منازلهم , واكتفوا بالمغادرة اما سالمين أو مصابين بجروح الرصاص والقذائف .
الشابة فاطمة 23 عاماً قالت لمنبر المقاومة :" بعت ذهبي واستلف زوجي مبلغ من المال وبنينا منزلنا الذي غادرته مع أطفالي الثلاثة والذي لم نكن قد سكناه لاكثر من ستة اشهر ولم استطع حمل حتى ملابس لأولادي أوشهادات ميلادهم بسبب القذائف والرصاص,
وتوجهنا الى منزل امي في الريف, وبقى زوجي مع الشباب في المقاومة".مضيفةً ": استقبلتني امي بترحاب,الا أنها هي الأخرى قليلة الحيلة, ولا تختلف عني, وبالكاد تعيل نفسها".
التحق زوج فاطمة والذي كان يعمل سائقاً لدراجة نارية بمجاميع المقاومة الشعبية والحريق الذي يلتهم حيه وشرد ابنائه لم ينطفئ في صدره الى الأبد ، تنقل في الجبهات حسب ظروف التنقل والضرورات حينها الى أن استشهد بجبهة السمن والصابون في يوليو 2015م دون ان يحصل على رقم عسكريا او راتباً لأطفاله من بعده.
بحزن اضافت الأرملة فاطمة : "عملت لفترة باحد الفنادق بوظيفة تنظيف الغرف والممرات وكنتُ أتقاضى 45000 ريال في الشهر لكن غادرته بسبب المضايقات". تتنقل فاطمة برشاقة ونشاط بين جنبات فندق أخر والذي تقوم بتنظيف غرفه وأروقة طوابقه الثلاثة مقابل 25000 ريال في الشهر لتعيل أطفالها الثلاثة ووالدتها .
وتستغرب فاطمة تجاهل المنظمات الإغاثية لمعاناتها ,فهي حسب قولها لم يُضم اسمها في أي من الكشوفات المعنية بمتضرري الحرب, لسبب لا تعلمه .
وحين سألناها لماذا لم تعد لمنزلها في الجحملية -أجابت فاطمة انه لم يعد لها وأطفالها منزل هناك , قتل زوجها وأحالت المليشيا منزلها الى رُكام بعد نهب محتواه. يذكر أن مليشيا الحوثي دمرت في حربها على مدينة بمطلع 2015م بحي الجحملية وحده ,والذي يقدر عمره ستة قرون: 140 منزلاً و7 مبانٍ خدمية و4 مدارس حكومية,وتدمير شامل للبنية التحتية,وفخخت 30% من الحي, مجبرة مئات الأسر وأصحاب المحال على مغادرة منازلها ومحالها وتركها بما فيها غنيمة للمليشيا القادمة من كهوف التاريخ والتي لم تبقِ منها سوى الخراب, ولازال غالبيتهم مشردون حتى اللحظة,وغياب تام لنوايا إعادة إعمار الحي .