19 أبريل.. ذكرى انطلاقة مارد حراس الجمهورية من الساحل الغربي

11:18 2023/04/19

لم يكن تأسيس المقاومة الوطنية بالأمر الهين والحدث العابر ولم يأت بمجرد الأماني والصدف، بل كان معجزة وقصة تاريخ وبطولات وملاحم ونضال ومواقف أبطال وحكاية مصير ستخلد في سفر تاريخ اليمن الجمهوري.
 
المقاومة الوطنية التي أصبحت اليوم مشروعاً وطنياً جامعاً لكل اليمنيين الأحرار، ودرعاً حصيناً لكل الجمهوريين هي ذلك الامتداد العميق لنضال الآباء والأجداد المدافعين عن هوية اليمن وعروبته الأصيلة وهي عصارة الحركة الوطنية ورافعة الثورات اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر وثورة الثاني من ديسمبر.
 
في 19 أبريل وقف مارد الجمهورية المجدد للتاريخ ليعلن انطلاق معركة جديدة أشد بطشاً وتنكيلاً بالإمامة والكهنوت.. معركة كسر عظم تحت راية الجمهورية والقومة العربية.
 
الله أكبر إنها القادسية الثالثة التي غيرة معادلة الحرب واستطاعت كل تشكيلات المقاومة المواجهة للمشروع الحوثي أن تجبره على الجلوس على طاولة ستوكهولم.
 
تتزامن هذه الذكرى مع عملية تباد إطلاق الأسرى والمختطفين أحرار الجمهورية وعنفوان النضال ومن ضمنهم العقيد محمد محمد عبدالله صالح والنقيب عفاش طارق أبرز ثوار ديسمبر وعنوانها.. فقبل أن يقعا في قبضة الأسر سطرا مع الأحرار ملحمة بطولية مرغت أنوف الكهنوت، لولا إرادة الله وارتقاء الشهيدين الزعيم علي عبدالله صالح ورفيق دربه الأمين عارف الزوكا.
 
بعد قتال مستميت في أحياء عاصمة اليمن المختطفة صنعاء تمكن أبرز قادة ديسمبر العميد الركن طارق صالح أن يحافظ على ذلك الزخم الثوري والنهج التحرري وأن ينقل مجريات المعركة الوطنية إلى عاصمة اليمن الاقتصادية عدن ليمهد لاستكمال المعركة الوطنية المقدسة التي أطلق حممها من الساحل الغربي محدداً هدفه وبوصلته نحو صنعاء حرباً أو سلماً دون أن يلتفت لمشاريع جانبية أخرى.
 
19 أبريل لا يمكن اعتباره سوى معجزة استطاع العميد طارق صالح أن يصنع مرحلة تحول تاريخي ليس في حياته الشخصية فحسب بل في حياة اليمنيين كافة..
 
ولك أن تتخيل هذا الرجل المؤسس الذي يشغل الآن عضو مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية واحد من أكبر التنظيمات السياسية النشطة في الساحة وثالث تكتل برلماني.. وقائد المقاومة الوطنية الملتحمة بالقوات المشتركة الأكثر حضوراً في المشهد العسكري..
إضافة إلى صفات كثيرة تجعل من العميد طارق صالح يتربع في صدارة المشهد اليمني.
لك أن تتصور هذا الرجل الأسطورة كيف صنع تلك المعجزة...
بمفرده وقف وحيداً مع ثلة من مرافقيه ظهر العميد الركن طارق صالح في شبوة في عزاء الأمين والوفي الأستاذ عارف الزوكا، وأعلن أنه ماضٍ على وصايا الزعيم الشهيد صالح، وأن اليمن لن تنسلخ عن عروبتها، محدداً مساره أنه على درب الشهداء ماضٍ..
 
انطلق العميد بسنده العربي الذي يعتز ويتفاخر بدعمهم ومساندتهم وصدق مواقفهم مع الشعب اليمني.. انطلق ولم ينثنِ ويخَف على نجله وشقيقه وأسرته
بل حسبهم شهداء أحياء وخط دربه نحو الشهادة.
 ورغم الحملات الإعلامية التي انهالت عليه لكنه ظل شامخاً كالجبل..
 
ومن الباسلة عدن فضّل العميد الركن طارق صالح أن يقود مقاومة في إطار الجيوش النظامية بعيداً عن التشكيل المليشاوى.. جمعهم فرداً فرداً من خيرة الرجال الأحرار من مختلف اليمن في ظروف غاية في الصعوبة يعرفها الجميع ولا داعي لذكرها، لأن كل فرد يحتاج لسرد رواية كيف تم التحاقه وانضمامه في صفوف المقاومة الوطنية.
 
خاض اللواء الأول حراس الجمهورية المعركة غريبة الأطوار ضد الكهنوت الإمامي في تباب مفرق البرح بكل بساطة وثبات ونصر في مثل هذا اليوم الخالد 19 من أبريل من العام 2018م تحت قيادة القائد المؤسس الذي خط الانتصارات المتتالية حتى عمق مدينة الحديدة وعلى مشارف مينائها في وقت قياسي عكس الدور الفاعل للقوات المشتركة، لكن ما أفضى إلى ستوكهولم المشؤوم هو التلاعب الدولي المحير والمعيق للمعركة.
 
قد أطلت عليكم.. لكنني أقف في هذا اليوم بإجلال لعظمة القائد وعظمة الحراس وعظمة التضحيات التي قدمت على سبيل تثبيت هذا المشروع الوطني الجامع..
لقد عمدت بتضحيات جسام نترحم عليهم ونتذكرهم بفخر واعتزاز في عليين مع النبيين إن شاء الله.. ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى، وأملنا وأمل البلاد والعباد أنتم.