ارتقاء العقيد الصليحي وسقوط بعثة الحديدة.. "عزاء بعرف أممي"!
- وليد عبدالقوي مكرد
- 10:16 2023/02/17
أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي.. هكذا اعتبر البعض زيارة نائب رئيس البعثة الأممية لدعم اتفاق الحديدة لأسرة الشهيد العقيد محمد الصليحي في المخا لغرض تقديم العزاء.
بينما الحقيقة والمنطق أبعد من ذلك بكثير.. ربما هو العزاء الوحيد الذي يقدم بعد أكثر من عامين وعشرة أشهر من استشهاد ضابط الارتباط.
التناقضات واختلال الموازين هي السمة السائدة التي تغلب على طابع عمل بعض منظمات الأمم المتحدة ومنها بعثة الرقابة الأممية (أونمها) الخاصة بتنفيذ اتفاق الحديدة (استوكهولم).
نوّه بدوره الوطني وتضحيته الخالدة.. العميد #طارق #صالح يلتقي عائلة الشهيد الصُّليحي #الساحل_الغربي #yemenhttps://t.co/oSYOa0p10Y
— الساحل الغربي | The West Coast (@alsahilnet) February 16, 2023
ومن المؤسف أن تتصنع بعثة الأمم المتحدة هذا الموقف الإنساني المخزي الذي أتى بفضل القوات المشتركة التي علقت عملها مع البعثة وتمسكها بمبدأ الشفافية والمكاشفة قبل أي تواصل وحشرتها في زاوية ضيقة لم تجد أمامها من بديل حول موقفها من قضية اغتيال العقيد الصليحي ومحاولة تجميل خطأ انحيازها لمليشيات إرهابية.
قصور وأخطاء كثيرة ارتكبتها البعثة منها وما يحز في النفس أن الأمم المتحدة بكل إمكاناتها ومقدراتها وقفت عاجزة أمام طلب الأطباء بمدينة عدن نقل ضابط الارتباط إلى خارج اليمن لتلقي العلاج اللازم بحكم عدم توافر الإمكانات في اليمن، بسبب ظروف الحرب، لكن الأمم المتحدة -آنذاك- بررت عجزها بالإجراءات الاحترازية من فيروس كورونا مع أن طائرتها كانت تجوب العالم، ومع ذلك ظل الصليحي 33 يوماً يصارع ألم الإصابة حتى استشهد على مرأى ومسمع الأمم المتحدة بكل إمكاناتها.
استشهد العقيد الصليحي وهو ضمن فريق عمل البعثة وفرد من أفراد طاقمها.. والاعتداء عليه هو اعتداء على راعي السلام وخرق للاتفاق. وبهذه الحادثة لا تفسير سوى رفض الحوثي وجماعته الاتفاق والاعتداء على الوسطاء الدوليين وطواقمهم، ومع ذلك انحازت البعثة ولم توضح من الطرف المعرقل، أو تتخذ أبسط الإجراءات اللازمة بل ساعدت الجماعة على التمادي والنكث ببنود استوكهولم.
تقبل الله عزاءكم أيتها السيدة "فيفان فان دي بيري"، ولكن من حق أطفال الشهيد محمد الصليحي أن يأخذوا بدم والدهم وإن لم يكن من الجماعة التي تمتهن القتل الجماعي فمن الشخص القاتل..
ومن حقهم أن يعرفوا ما نتائج التحقيقات التي قمتم بها ومن هو الشخص القاتل الذي تجرأ وأطلق النار على طاقم البعثة؟
ولماذا قاتل والدهم يتمتع بكل هذه الحصانة ولم تطلبوا من الجماعة تسليمه كي يحاكم مع القيادات التى دفعت به لتنفيذ جريمته؟
لا تسقط زيارة العزاء حقهم المكفول بكل الديانات..
ولماذ كل هذا التجاهل والإجحاف، وماذا قدمت البعثة لهم لجبر الضرر.. حتى التكريم المعنوى بذكرى استشهاده كرجل سلام، غاب.
إجابات كل يمني يريد معرفتها، لماذا كل هذا الصمت والعجز فعقب اغتيال الشهيد الصليحي وقفت موقف العاجز والمتفرج ليس من ضعف بل كانت مدعومة حتى من مجلس الأمن الدولي بكل أعضائه لكنها ظلت رهينة المحبسين داخل السفينة ورهينة لتنمر جماعة إرهابية ومع ذلك لم تكلف نفسها حتى تشكيل لجنة تحقيق في الحادث الإجرامي، فقط اكتفت بالألفاظ التعبيرية عن القلق والإعراب عن التفاؤل كعادتها.
كشفت هذه الزيارة الوجه القبيح والمبطن لهذه المنظمة العالمية التي تتلاعب بمصير الشعوب التواقة للحرية وعرتها.. وكيف يتم تسييس القضايا لصالح مصالح على حساب الشعوب.. وكيف تصمت وتتجاهل دماء الأبرياء، وتتستر وتغض الطرف عن المجرمين حتى يجف الدم، ثم تأتي وتذر التراب كي تخفي آثار الجريمة.
دم الشهيد الصليحي مثل مئات الآلاف من اليمنيين الضحايا نتيجة الألغام والقتل العشوائي الذي تمارسه عصابة الإجرام الحوثي بحق المدنيين، ثم تأتي الأمم المتحدة لتجعل من الإرهابيين حمائم سلام.