موجة استياء وسخرية وانتقادات.. مليشيا الحوثي تمنع العائلات من التنزه في سائلة مدينة صنعاء التاريخية
- صنعاء، الساحل الغربي، خاص:
- 04:33 2023/01/22
فرضت مليشيا الحوثي الإرهابية المزيد من القيود على الأسر والعائلات في صنعاء، في سياق ممارسات التضييق التي ازدادت حدتها منذ سيطرة الحوثيين عليها.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي يافطة صادرة عن ما يسمى مكتب الأشغال في مديرية صنعاء القديمة، عُرضت فوق أحد محلات بيع الآيسكريم، في أحد جانبي سائلة مدينة صنعاء التاريخية مكتوباً عليها: "ممنوع جلوس العوائل على ضفاف السائلة"، في استهداف آخر للأسر والعائلات اليمنية، وخنق لحرياتهم ومنعهم من التنزه في المتنفسات العامة.
ويعد القرار واحداً من عشرات القرارات والإجراءات التي اتخذها الحوثيون كقرار منع النساء من السفر بدون محرم لمسافات طويلة، ومنع الاختلاط في المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية، ومنع المرأة من العمل في المطاعم والكافيهات والنوادي النسائية، وغيرها من القيود التي تحاكي ما تفرضه حركة طالبان في أفغانستان، وهو أمر لم يكن موجودا في اليمن قبل الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات.
وتُعد سائلة مدينة صنعاء التاريخية أحد المتنفسات الاضطرارية المتاحة دون رسوم، والتي تقوم بزيارتها العوائل عصر كل يوم للتنزه والترويح عن النفس خصوصا بعد تحويل عناصر المليشيا الحدائق والمتنزهات العامة إلى أماكن بوليسية للابتزاز المالي والتربح والتضييق المماثل في ظل القدرات المالية المتدنية لكثير من العوائل مع استمرار المليشيا بمصادرة رواتب موظفي الدولة.
ولاقى قرار المنع الذي اصدرته مليشيا الحوثي الظلامية موجة استياء وسخرية وانتقادات واسعة خصوصا مع ما تضمنه من خطأ إملائي باعتباره من قبل الكثيرين مؤشرًا على توسيع الحوثيين دائرة التضييق التي تستهدف العائلات خصوصا المرأة اليمنية، بذريعة تنافي ذلك مع "الهوية اليمنية" التي تتخذها كمشجب للإمعان الممنهج في ممارسة الانتهاكات للحريات الشخصية والعامة للمواطنين التي كفلها القانون والدستور النافذ.
الكاتب يحيى أحمد ابو الرجال واصفاً حال مدينة صنعاء التاريخية وسائلتها منذ انقلاب الحوثيين وسيطرتهم عليها: "كانت صنعاء القديمة بكل ازقتها ومعالمها وسايلتها مزارا للعالم اجمع، اما الان فقد اصبحت مدينة كئيبة تبعث الحزن والحسرة والكآبة من زواياها. لم يعد يزورها احد، فعن أي ناس يجلسون على ضفاف اوساخ ومجاري السايلة العفنه يا هؤلاء؟!".
وعلقت الكاتبة هيفاء عبدالوهاب على القرار الحوثي بالقول: "خوفا من العوائل ان تصطاد السمك يمنع جلوس العوائل في ضفاف السايله (...).
ويقول الناشط انس القباطي في: مكتب الاشغال فشل في تقديم خدماته للمواطنين، فتحول الى حارس للاخلاق، تماما كالسلطة التي اصبح همها ادخال الناس الجنة، بدلا من اهتمامها بتوفير الخدمات..
ويضيف، حتى يكتب لي الأجر، اطلب من مكتب حراس الاخلاق تعديل ال"ظ" إلى "ض" في كلمة (ظفاف) حقهم.
وغرد الصحفي وليد العمري على حسابه في تويتر: "المرأة تتسول في الشوارع عادي، المرأة تفتش براميل القمامه لتطعم أطفالها عادي، المرأة تسارب على دبة غاز عادي، المرأة تسارب على جالون من الوقود عادي، لكن المرأة تجلس مع زوجها على ضفاف سائلة مدينة صنعاء التاريخية فهذا حرام ومنكر ومناف لـ"الهوية الإيمانية" عند الحوثيين".
اما الناشطة الحقوقية رانيا منصور فعلقت في منشور لها بالقول: "حتى السايلة اصبحت عند المؤمنين مكانا مشبوها وغير اخلاقي!!
هؤلاء لا استبعد يأتي يوم يتحكموا حتى في بيوتنا ويحطوا قواعدهم المتخلفة حتى على طريقة نومنا!!
ما تخيلت في أسوأ الاحتمالات ان يوجد عقليات بهذا التطرف والغباء، اللهم انقذ صنعاء من هذة الهمجية".
ويقول الحقوقي شعلان الابرط بتهكم: "بعدما شفنا هذا الاعلان عن منع جلوس العوائل في ضفاف سائلة صنعاء.. قلنا الحمدلله ذي ما وقعش معانا بحر في ذمار ليش عاد الحنبات".
اما الناشط انور الحيمي فعلق ساخرا: "الذي كتب اللوحة احد اعضاء نادي الخريجين في صنعاء والاملاء عندهم ضعيف".
وعلق آخر: "اغلب اللوحات الاعلانية الصادرة عن الجماعة المنتشرة في صنعاء مليئة بالاخطاء الاملائية مما يؤكد ان منتسبيها لم يكملوا الدراسة الى صف ثالث ابتدائي".
ويرى المحاسب كمال حسن ان القرار الحوثي ماهو الا محاولة للالهاء تنتهجها جماعة الحوثيين بقوله: "هكذا هم افهموا عند كل مصيبة يحاولوا استغلال عقولنا البسيطة ونوايانا الطيبة بتفاهات من خلال ذبابهم الالكتروني، ومن الاسباب الرئيسية لهذه اللوحة هو تتويه الشعب عن القضية الرئيسية والتي هي مكافحة الفساد واللي سجن على ذمتها العديد من الاشخاص من من قالوا كلمة الحق".
واختتم منشوره بالقول: "اعقلوا كفاكم سذاجه للان ما قد فهمتم اساليبهم".