أحمد عبدالإله/ استغرب عدد من طلاب جامعة صنعاء قرار صدر بإغلاق جامعتهم والجامعات الخاصة وتوقعوا مصيراً مجهولاً، في ظل الإغلاق المستمر بسبب تفشٍ فيروس كورونا في دول العالم والإقليم، منذ أواخر كانون الأول الماضي.
وكانت جماعة الحوثي أعلنت، الأحد، تعليق التعليم الأساسي والثانوي والجامعي لمدة شهر في المناطق الخاضعة لسيطرتها، لما أسمته الإجراءات الاحترازية لمواجهة كورونا الذي لم يصل البلاد حتى الآن.
وقال حسين حازب، وزير التعليم في حكومة الحوثيين غير معترف بها دوليًا في بيان، إنه قرر تعليق الدراسة في جميع المؤسسات التعليمية الحكومية والخاصة، اعتبارا من الإثنين، ضمن إجراءات مواجهة كورونا.
بالمقابل، أعلنت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا السبت، تعليق الرحلات الجوية في كافة المطارات وإغلاق المنافذ البرية لغاية أسبوعين، مع تعليق مؤقت للعملية التعليمية لمدة أسبوع، لمواجهة كورونا.
ولم يسجل اليمن حتى اليوم، أي حالة إصابة بـ فيروس كورونا، رغم تسجيل عدد من الإصابات في الدول المجاورة لليمن كـ السعودية وسلطنة عُمان. ـ حالة تذمر شديدة تصيب الطلاب من قرار الإغلاق ـ
وتتباين الرؤى بين الطلاب اليمنيين، حول استمرار قرار إغلاق الجامعات منذ 16 مارس/ آذار الجاري. فالطلاب يوازنون ما بين نظرتهم إلى مستقبلهم العلمي والمهني، وما بين الظروف المعيشية الصعبة في البلد الأفقر عربيًا الواقع جنوب غرب الجزيرة العربية.
الطالبة مها، تمكنت العام الماضٍ من دخول كلية الإعلام ـ جامعة صنعاء، لكن لم تكمل مستواها الأول حتى توقفت الجامعة.
لكن في اليوميين الماضيين، بدأ تذمر شديد يطغئ على طلاب الجامعات وأسرهم، لعدم معرفة الفترة المحددة للإغلاق التي توشك إتمام اسبوعها الأول.
وتقول طالبة أخرى إنها لم تعد تطيق ضياع نصف عام من دراستها كان كفيلاً بإنهاء عامها الدراسي الأول، لكنها لا تستطيع أن تتحمل الثمن أكثر، ولا سيما أن منظمة الصحة العالمية يؤكد عدم وجود أية حالة إصابة بالفيروس في اليمن.
وتشير إلى أنها تعيش فراغاً مأساويًا واجتماعياً ونفسياً؛ نتيجة البقاء في المنزل من دون أي مهمة.
من جانبه يقول محمد، وهو طالب يدرس في قسم الإذاعة والتليفزيون، إنه واحد من أكثر المتضررين من جراء قرار إغلاق الجامعات، إذ لم تبقَ له منذ أكتوبر الماضي غير مادة للتخرج، لا تحتاجان لأكثر من أشهر.
ولجأ الكثير من الطلاب إلى ممارسة أعمال شاقة مثل الشغل بالأفران والمطاعم والبناء وآخر هامشية، مثل بيع المناديل الورقية والمياه في شوارع صنعاء وغيرها من الأعمال البسيطة.
بالمقابل، يقول أحد أساتذة علم الاجتماع أن صدور أي قرار إعادة فتح الجامعات دون تروي سيقود إلى مخاطر عديدة، من بينها مخاطر الإصابة بكورونا التي تتعلق بحياة الطلاب أنفسهم، مستشهداً بما حدث في دول العالم.