قصة مصورة- في صبر الموادم: مدرسة أويس اليماني.. إرث جمهوري كبير ومبنى متهالك

  • تعز، الساحل الغربي، عبدالصمد القاضي:
  • 04:00 2022/12/31

طلاب المدرسة عرضة للإصابة بالحميات المختلفة خلال الشتاء في كل عام
 
مع بداية الفصل الدراسي الثاني ودخول موجة البرد يصبح الطلاب في إحدى مدارس مديرية صبر الموادم عرضة للإصابة بالأمراض المختلفة، نتيجة تدهور مبنى المدرسة التي يتلقون تعليمهم فيها.
 
مدرسة أويس اليماني، واحدة من أبرز المدارس وأقدمها في قرية المرزوح مديرية صبر الموادم، تخرّج منها آلاف الطلاب، ويتوافد إليها المئات من أبناء القرى المجاورة، لكنها اليوم بقايا حطام، تلفظ أنفاسها الأخيرة. 
 
مدرسة أويس إرث جمهوري كبير
 
منذ تأسيس المدرسة التى تخرج منها آلاف الطلاب والطالبات، تشمل كل المراحل التعليمية الأساسية والثانوية، تأسست مدرسة أويس في ثمانينات القرن الماضي للقضاء على الجهل والفكر السلالي الإمامي البغيض، فالتحق بها كل أبناء القرى المجاورة والبعيدة.
 
 
في نهاية الثمانيات كانت ما تزال آثار الإمامة باقية بخصوص التفاخر بالأنساب والأسر، فاتخذ المدير ومعلمو المدرسة قرارا شجاعا بعدم كتابة الألقاب على الشهائد، ولم تمر سوى سنوات قليلة حتى اختفى هذا المرض الخبيث من القرية تماما، وبات كل طالب يعرفه بنفسه دون لقب، وبعد ذلك تزاوجت الأسر فيما بينها، واختفى منها التفاخر وأصبح من الماضي البغيض.
 
ومع عودة أحفاد الإمامة مطلع العام 2014 الذي اجتاح المدن والقرى والمحافظات حمل طلاب ومدرسو المدرسة السلاح ودافعوا عن الجمهورية ومنهم من ارتقى شهيدا ومنهم من جرح ومنهم من لا يزال في جبهات القتال. تسببت الحرب بإغلاق المدرسة نتيجة غياب المعلمين، فبادر خريجو الجامعات والمعاهد للتطوع في التدريس واستمرار العملية التعليمية.
 
مدرسة أويس من ثمار سبتمبر 
 
تأسست مدرسة أويس اليماني كهدف ثمين لثورة سبتمبر للقضاء على الجهل والتخلف، فكانت مشعل تنوير التحق جميع سكان المنطقة بالتعليم ومحو الأمية حتى أصبحت نسبة الجهل في قرية المرزوح مديرية صبر ما يساوي 2% من سكان القرية ولا أحد يعاني من مشكلة القراءة والكتابة.
 
التحق جميع سكان القرية بالمدرسة فور تأسيسها وأبرزهم محمد حمود حسن الذي كان حارساً للمدرسة ثم واصل تعليمه وحصل على الشهادة الجامعية ليعين فيما بعد مديراً للمدرسة ذاتها، لكنها الآن تلفظ أنفاسها الأخيرة. 
 
 
الحرب أوقفت عملية الترميم.. والتربية لا تبالي 
 
يقول أحد المعلمين: "لا يتذكر مكتب التربية بالمديرية والمحافظة هذه المدرسة إلا في بداية كل عام حين يأخذون نسبة من الرسوم فقط، وزيارات محدودة للموجهين الذين يكتفون بعلامات الطلاب دون الحديث عن وضع المدرسة الصعب".
 
توقفت عملية الترميم مع اندلاع الحرب التى أشعلتها، مليشيات الحوثي الإرهابية، وزاد وضع المدرسة سوءاً مع غياب أبسط المقومات الأساسية لبيئة مناسبة للتعليم.
 
أضحت المدرسة تفتقر للسبورات والكراسي والأبواب والنوافذ، وغيب دور مكتب التربية رغم المناشدات المستمرة من قبل المعلمين وأهالي المنطقة. 
 
يقول محمد حمود حسن "مدير المدرسة" للساحل الغربي: إن أكثر من ستمائة طالب بالمرحلتين الأساسية والثانوية، يدرسون تحت أسقف مهددة بالانهيار، وكل الفصول تنعد فيه الكراسي المدرسية والنوافذ والسبورات.
 
وأضاف، إن المدرسة بحاجة ضرورية للترميم قبل أن تنتهي معالم المدرسة ويفتقد مئات الطلبة للتعليم الأساسي والثانوي. 
 
 
مناشدات 
 
يقول أحد المدرسين: "أصبح الوضع لا يحتمل لأنه بسبب تغير حالة الطقس والمناخ أكثر الطلاب يصابون بالتهابات وحمى ونزلات البرد، ولذلك نناشد الجهات المختصة بإصلاح وترميم هذه المدرسة أو حتى على الأقل إصلاح النوافذ المتهالكة".
 
من جهته ناشد مدير المدرسة والمعلمون والطلبة وكل أهالي المنطقة السلطة المحلية بالمحافظة ورئاسة الوزراء وقيادة المجلس الرئاسي ومنظمات المجتمع المدني زيارة المدرسة ودراسة احتياجات أبنائها الطلاب وسرعة التوجيه بترميمها لضمان استمرار عملية التعليم.
 
تسببت حرب المليشيات الحوثية بتدمير الكثير من المدارس في محافظة تعز بشكل جزئي أو كلي، ما يهدد مستقبل مئات الأبناء بمختلف المناطق.

ذات صلة