خطاب المعركة اليمنية ضد الإمامة.. نص كلمة رئيس البرلمان الشيخ سلطان في الساحل الغربي

  • المخا، الساحل الغربي:
  • 09:23 2022/12/04

القضية التي نزف من أجلها الزعيم صالح ما زالت تستحث اليمانيين لتلبية ندائه الأخير
 
دعا الشيخ سلطان البركاني رئيس مجلس النواب، الشعب اليمني إلى مواصلة معركته في قتال الإمامة الجديدة في كل الربوع؛ مؤكدًا أن القضية التي نزف الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح دمه وروحه من أجلها ما تزال واقفة تستحث اليمانيين في كل مكان وتستنصر نخوتهم لتلبية النداء الذي وجهه لحظة الرحيل.
 
وقال البركاني في كلمة ألقاها، اليوم الأحد، خلال المهرجان الجماهيري الذي أُقيم في مدينة المخا؛ إحياءً للذكرى الـ5 لثورة الثاني من ديسمبر، إن الشهيد الزعيم ورفيقه الشهد الزوكا، قدّما أروع المُثل في البطولة والدفاع عن شرف وطنهم وأمتهم ومستقبل الأجيال، ودفاعاً عن الثورة والجمهورية والحرية والديمقراطية والدولة المدنية والمؤسسات.
وأضاف رئيس مجلس النواب، أن الزعيم الشهيد ظل "طيلة ٣٣ عاماً حاكماً يحب لشعبه الحياة الكريمة الآمنة، وجنبه بحكمته مخاطر الموت الكثيرة، وظلت الحكمة خط الدفاع الأول عن الوطن، وكان الموت في وعيه وقناعته خط الدفاع الأخير حين تُبهت الخياراتُ الأخرى.. وكانت عقيدته (حياة بكرامة أو موت بشرف)".
 
 
وحيّا الشيخ البركاني "القائد الصلب الشجاع العميد طارق صالح"، وكل رفاق السلاح في مواقع الشرف في كل جبهات القتال؛ مؤكداً أن "الكراهية والإخضاع التي تحقن بها المليشيات الحوثية الإرهابية شرايين المجتمع اليمني تقوم على وعي خبيث لتوليد المسافات بين الأطياف الاجتماعية لتمزيق كتلتها المتماسكة، وأن محاولة تمزيق اليمن على أسس مذهبية وعرقية وتجزئته جغرافياً مؤامرة فظيعة تستهدف مستقبله وجهازه المناعي وتحاول أن تصيب بلادنا في قلبها وتحولها من يمن الجميع إلى مملكة سلالة مقيتة".
 
وتابع: "لقد غادرت المشهد وجوهٌ كثيرة، وفي المشهد نفسه يزيد حضور الزعيم علي عبدالله صالح من قبره ليؤكد أنه هزم الموت وهزم المليشيات الإرهابية وهزم الإمامة وغرس في نعشها أكثر من مسمار حتى وهو ميت تحت الثرى، وما زال يقاتل من أجل وطنه وفي سبيل شعبه، وما زال يخزي ويعري مليشيات الموت والدمار". 
 
ودعا لإسقاط "وثيقة الغدر" المسماة "لعنة ستوكهولم"؛ مشدداُ على أنه حان وقت تحريك الجبهات العسكرية في كل مكان "بعد أن امتدت أيادي الإرهاب الحوثية إلى كل موانئنا في المناطق الشرقية تمارس الحصار والإرهاب والقتل دون وازع من ضمير أو خوف أو خجل".
 
وأكد أن "الرهان على السلام الضائع ليس إلا زيادةً في المعاناة للشعب اليمني، فالمليشيات الحوثية الإرهابية ليست شريك سلام. وأن تحريك جميع الجبهات هي الطريقة الوحيدة، وأن تطهير الحديدة من رجس الوثنية الإيرانية وخبث السلالية المقيتة صار أمراً حتمياً مثله مثل تعز، والضالع، وإب، والبيضاء، ومأرب، وصعدة، والجوف، وصولاً إلى صنعاء".
 
ودعا رئيس مجلس النواب القوى الوطنية بمختلف مكوناتها إلى "الوقوف صفاً واحداً لإسقاط المشروع الإمامي واستعادة الدولة والحفاظ على الثورة والجمهورية".
 
وزاد: "إني وعدد كبيرٌ من زملائي في مجلس النواب، على استعداد كامل لأن نحمل السلاح ونقاتل من أجل تطهير الحديدة وتعز وكل شبر في طول الوطن وعرضه.. كما أن لدى الزملاء الآخرين في مجلس النواب القرار الوطني الشجاع بأن يوزعوا أنفسهم على جبهات القتال ويحملوا السلاح من أجل تحريره".
 
وتوجه "بخالص الشكر والتقدير لأشقائنا في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات وتحالف دعم الشرعية، على ما قدموه وعلى التضحيات الجسام التي تحملوها والمواقف الأخوية الصادقة التي لا يجحدها جاحد".
 
وأشار الشيخ البركاني إلى أن ثورة الثاني من ديسمبر شكلت المعْلَم المضيء لإرادة الشعب وهو العدل؛ لأن العدل يبقى دائماً قلب السلام النابض.. ولا سلام مع مليشيات إرهابية"؛ مُردفًا:"فقبلتنا صنعاء والطريق للوصول إليها متاح من أي مكان، فليس على تحرير أرضنا محضور، فلنملك الشجاعة ونأخذ القرار الصحيح..".
 
نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
 
الأخ العميد/ طارق صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي 
المقاتلون من رجال المقاومة الوطنية…
القوى السياسية والاجتماعية والمشايخ والأعيان..
الحاضرون جميعاً...
يا أبناء اليمن الأحرار، أينما كنتم في الداخل والخارج 
السلام عليكم ورحمة الله...
 
بدايةً أهنئكم وشعبنا اليمني بعيد جلاء المستعمر عن أرضنا في الـ30 من نوفمبر يوم مجد اليمن...
تصادف اليوم ذكرى الرابع من ديسمبر، يوم جُرح فيه الشعب اليمني بفلذة كبده "الزعيم الشهيد/ علي عبدالله صالح، ورفيقه الشهيد/ عارف الزوكا" في مشهد بطولي يهز الجبال العاتية، حيث قاوم الشهيدان مع رفاقهما بالسلاح الشخصي القوة المليشياوية الإمامية الإرهابية الغاشمة، دفاعاً عن الثورة والجمهورية والحرية والديمقراطية والدولة المدنية والمؤسسات، وارتقوا إلى ربهم شهداء بقلوب طاهرة وأرواح حرة وهامات شامخة مرفوعة تلامس السماء عزة وإباءً.. وقدموا أروع المُثل في البطولة في الدفاع عن شرف وطنهم وأمتهم ومستقبل الأجيال... رحمهم الله برحمته الواسعة.
 
الإخوة والأخوات...
أقول بصدق، إنه يوم ممزوج بالحزن وبالرضا.. بالوجع الشديد وبالفخر معاً.. بالحزن لأن الخسارة فادحة.. وبالرضا لأننا نعرف أن الشهادة في سبيل الوطن كان حلماً يضيئ في أعماق روح الزعيم علي عبدالله صالح، ذلك لأن الوطن عند عشاقه هو السبيل إلى الله، والدفاع عن الأوطان عند عشاقه طريق إلى الجنة.
ومن هذا العشق المشتعل بالولاء للوطن والمنغمس في ترابه وجباله ووديانه وشعوره بالأخطار المحدقة، كان الشهيد الزعيم كثيراً ما يتعهد ويعِد: (أموت من أجل هذا الوطن). 
كان شجاعاً لا يخاف الموت، وقد عمل طيلة 33 عاماً حاكماً يحب لشعبه الحياة الكريمة الآمنة، وجنّبه بحكمته مخاطر الموت الكثيرة، وظلت الحكمة خط الدفاع الأول عن الوطن، وكان الموت في وعيه وقناعته خط الدفاع الأخير حين تُبهت الخياراتُ الأخرى.
لم يكن دموياً ولكنه يرخص روحه أمام الشرف والكرامة.. وكانت عقيدته...
(حياة بكرامة أو موت بشرف). 
ومن أجل هذه القيمة العظيمة لمعادلةِ الكرامةِ والموت، أحب الجندية وانخرط فيها وبنى مؤسسةً عسكريةً وأمنيةً حافظت على دعائم الثورة والجمهورية ومكتسباتهما.
 
الإخوة جميعاً...
إن القضية التي نزف الشهيد دمه وروحه من أجلها ما تزال واقفة تستحث اليمانيين في كل مكان وتستنصر نخوتهم لتلبية النداء الذي وجهه لحظة الرحيل، وهي قضية كل الشعب بكل الفئات والأطياف والمناطق والمشارب، قاتلوا الإمامة في كل مكان فاضربوا الرقاب وشدوا الوثاق وطهروا الأرض والعرض والدم.. يا رجال اليمن وأبطاله الميامين في الساحل الغربي ويا أقوياءه الأشاوس المغاوير في المقاومة الوطنية وفي كل جبهات القتال، تحية لكم في هذا اليوم بما أنجزتموه.. تحية للقائد الصلب الشجاع العميد/ طارق ورفاقه من القادة في العمالقة والقوات التهامية، ولكل زملائكم أفراداً وضباطاً وصفاً، تحيةً لسلاحكم وزنودكم وأنفتكم وكبريائكم وقد مرغتم العدو وكسرتم أنفه وشوكته، تحيةً لكل جندي مرابط في مواقع الشرف في كل جبهات القتال فوق كل جبل وسهل، أنتم شرف هذه الأمة وكبرياؤها وعزتها وبكم نفخر وبشجاعتكم تستعيد الأمة حريتها وتطبب جراحاتها.
إن المرارة تخنقنا والألم يعصر قلوبنا ونحن نشهد موجات التدمير والقتل وصناعة المعاناة الإنسانية، والتجويع وقطع المرتبات وسياسة الإفقار المتعمد، وتدمير البنى الثقافية والاجتماعية من قبل المليشيات الحوثية الإرهابية، التي تعمل جاهدة من أجل إعادة اليمن إلى عهد العبودية والرق والخضوع لتسيد السلالة والعرق، وإن آخر ما وصلت إليه تلك العصابة المجرمة هو ما تسمى بمدونة السلوك، المهينة لكل يمني والمذلة لكل وطني، والشاهدة على تخلف هذه العصابة وإلى الأبد.
إن الكراهية والإخضاع التي تحقن بها المليشيات الحوثية الإرهابية شرايين المجتمع اليمني تقوم على وعي خبيث لتوليد المسافات بين الأطياف الاجتماعية لتمزيق كتلتها المتماسكة، وإن محاولة تمزيق اليمن على أسس مذهبية وعرقية وتجزئته جغرافياً مؤامرة فظيعة تستهدف مستقبله وجهازه المناعي وتحاول أن تصيب بلادنا في قلبها وتحولها من يمن الجميع إلى مملكة سلالة مقيتة.
إنه لا ريب ولا شك في أن الظلام سيزول مهما بلغ سواده.. ذلك أن لشعبنا جسداً صحياً مقاوماً للطفيليات، وبأن الممالك العرقية في تاريخ اليمن لم تكن سوى علقات لم تدم في جسد الدولة المريضة والجريحة، وبأن للشعب ارتدادات تتجمع وتتكتل وصبراً ينفلت ولا يستقر إلا وقد أزال هذا الدرن والخبث وأحرقه.
 
الإخوة والأخوات...
لقد غادرت المشهد وجوهٌ كثيرة وفي المشهد نفسه يزيد حضور الزعيم علي عبدالله صالح من قبره ليؤكد أنه هزم الموت وهزم المليشيات الإرهابية وهزم الإمامة وغرس في نعشها أكثر من مسمار حتى وهو ميت تحت الثرى وما زال يقاتل من أجل وطنه وفي سبيل شعبه وما زال يخزي ويعري مليشيات الموت والدمار. 
يا أبناء قوات الساحل والجيش الوطني، نعم ما زال كل شهيد يقاتل بكم وبشجاعتكم، وما برح كل قلب كليم وكل أم ثكلى وكل أرملة شهيد وكل ابن لشهيد يتوخى وثبتكم الجبارة وإعصاركم الشديد لقلع الإمامة من جذورها واجتثاثها من فوق الأرض ومن باطنها وتطهير التربة الطاهرة من درن السلطة السلالية ورجعية الإمامة والتخلف والجهل.
ومن هنا ندعو إلى إسقاط وثيقة الغدر المسمى "بلعنة ستوكهولم" التي صنعها الغربيون لإنقاذ المليشيات الحوثية الإرهابية، ليس إلا كما هي عادتهم بإنقاذها كلما أشرفت على الزوال، ومن ستوكهولم إلى فرضة نهم حينما كان الجيش الوطني يحقق الانتصارات ويزحف على صنعاء، أبلغ السفير الأمريكي آنذاك رئيس الوزراء السابق الدكتور أحمد بن دغر، بأن صنعاء خطٌ أحمر، وهاهم اليوم يمدون الحوثي بكل سبل النجاة بالرغم أنه لم ينفذ بنداً واحداً من اتفاق ستوكهولم ولم نسمع لأصدقائنا في الغرب موقفاً صادقاً يكبح جماح المستهتر والمتخلف، بل على العكس يدللونه رغم أنه جعل اتفاق ستوكهولم مجرد ورقة بأيدينا (فسقطت).
وها هي تعز ما زالت تعاني من الحصار والقتل والتجويع والإرهاب وأصناف العذاب، ولذلك حان وقت تحريك الجبهات العسكرية في كل مكان بعد أن امتدت أيادي الإرهاب الحوثية إلى كل موانئنا في المناطق الشرقية تمارس الحصار والإرهاب والقتل دون وازع من ضمير أو خوف أو خجل.
إن الرهان على السلام الضائع ليس إلا زيادةً في المعاناة للشعب اليمني، فالمليشيات الحوثية الإرهابية ليست شريك سلام، وإن تحريك جميع الجبهات هي الطريقة الوحيدة وإن تطهير الحديدة من رجس الوثنية الإيرانية وخبث السلالية المقيتة صار أمراً حتمياً مثله مثل تعز، والضالع إب، والبيضاء، ومأرب، وصعدة، والجوف، وصولاً إلى صنعاء.
ونقول إن أي تفكير أو تخويف من أن أي قتال في الحديدة سيعرض المدافعين عن بلادهم للعقوبات أمرٌ لا يقبله عقل ولا يقره منطق ولن ترتضيه كرامة شعب.
وما دامت الأمم المتحدة قد عجزت عن تنفيذ الاتفاق فيجب أن لا تتحدث عن عقوبات وهي العاجز عن التنفيذ، وإني أدعو هنا قيادة المقاومة الوطنية حراس الجمهورية والعمالقة والقوات التهامية، أن يلبوا نداء وطنهم وأن لا يترددوا عن تحريره، شاكرين لهم تلك التضحيات والمواقف البطولية التي سيخلدها التاريخ لهم، وستظل في ذاكرة الأجيال، وهم يسطرون أروع ملاحم البطولات وقد كانوا قاب قوسين من الدخول إلى الميناء وتطهير الحديدة بالكامل، إن تلك التضحيات للمقاومة الوطنية بمكوناتها الثلاثة لن تنسى.
أشيدُ بصمود الجيش الوطني في مأرب وتضحياته وأبطال جبهة لحج كرش ويافع، الذين تصدوا بكل شجاعة لمحاولات الحوثي البائسة، ولقنوه الدروس تلو الدروس، المقاتلين في كل الجبهات وحيثما كانوا ولكل مقاوم. 
الرحمة لشهدائهم ولكل شهداء الوطن... 
 
دعوة للقوى الوطنية بمختلف مكوناتها إلى الوقوف صفاً واحداً لإسقاط المشروع الإمامي البغيض واستعادة الدولة والحفاظ على الثورة والجمهورية، فلا وقت للتخاذل أو الارتهان إلى الماضي، وتغليب الخلافات على الثابت الوطني، وإن القوى السياسية والمجتمعية ستسأل عن هذا الضياع بالدرجة الأولى، لأنها غلبت غرائزها على مصلحة أوطانها، وجعلت الأهواء تتحكم بمسارها فأتاحت للعصابة الإرهابية أن تتحكم كيف تشاء وتعيث في الأرض الفساد.
كما أدعو بقية القوى في الجبهات الأخرى إلى الإسراع للاستجابة لنداء الوطن من أجل تحريره وتطهيره والحفاظ عليه عزيزاً مصاناً، وإني وعدد كبيرٌ من زملائي في مجلس النواب، على استعداد كامل لأن نحمل السلاح ونقاتل من أجل تطهير الحديدة وتعز وكل شبر في طول الوطن وعرضه، لا تخيفنا عقوبات لأن أرضنا أكبر وأجل من أن يفرض عليها الظلم والطغيان والهوان والاستسلام.. وسأكون أول المقاتلين في الحديدة.
كما أن لدى الزملاء الآخرين في مجلس النواب القرار الوطني الشجاع بأن يوزعوا أنفسهم على جبهات القتال ويحملوا السلاح من أجل تحريره، وندعو كل الحريصين على سلامة الوطن واستقراره وثورته وجمهوريته، أن يهبوا لاقتلاع جذور المليشيات الإرهابية ومشاريعها ومشاريع مموليها.
يا حراس الخيمة وحدودها وبحارها وسماءها.. هبوا مثل الإعصار واقتلعوا هذا الخبث المسموم، فلا وقت إلا للقتال، إلا للعبور إلى صنعاء، اذنوا بصوت واحد مدو مثل الرعد: "حيا على صنعاء حيا على صنعاء حيا على النصر حيا على النصر."
 
دعوة إلى مجلس القيادة الرئاسي لأن يأخذوا القرار الصحيح باستعادة الدولة وحشد كل الطاقات والإمكانيات في سبيل ذلك وأن لا يستسلموا للرهانات الخاطئة والسراب الخادع، فالشعب اليمني كله يراهن عليهم وعلى ما يمتلكون من قدرات بأنهم سيكونون في مستوى الآمال التي عقدها الشعب عليهم.
 
وإني من هذا المكان أتوجه بخالص الشكر والتقدير لأشقائنا في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات وتحالف دعم الشرعية على ما قدموه وعلى التضحيات الجسام التي تحملوها والمواقف الأخوية الصادقة التي لا يجحدها جاحد، ونقول لهم اكملوا الجميل في  هذا الوقت الحاسم ولا مناص من تحرير الأرض اليمنية وتطهيرها من رجس الوثنية الإيرانية ودعاة الفتنة، وانقذوا اخوانكم اليمنيين من الكارثة المحققة والزلزال المدمر والسرطان الجاثم على صدورهم، نداءً أخوياً بحق القربى والرحم والدين والدم واللغة والجوار، وإنا عهدنا بكم الوفاء ولن نخذل وانتم معنا ولن تهزم الإرادة اليمنية، وانتم شركاؤنا ومعنا في السراء والضراء، شكراً لما قدمتموه سياساً وعسكرياً واقتصادياً وانسانياً، ولكن كل ذلك لا يجدي إن لم تتطهر الأرض وتستعاد الدولة ويعود الحق إلى نصابه.
 
الأخوة جميعاً...
لقد شكلت انتفاضة الثاني من ديسمبر الملحمية المعلم المضيئ لإرادة الشعب وهو العدل لأن العدل يبقى دائماً قلب السلام النابض، والجمهورية والثورة العقل والدم والجسد لهذا السلام، ولا سلام مع مليشيات إرهابية تقتل الطفل والشيخ وتسجن المرأة وتنتهك العرض تفجر المساكن وتشرد العوائل وتنهب وتسرق وتكذب وتنشر الجهل والقذارة والمرض.
ولقد قدم الزعيم صالح وقدم أبطال الجيش الوطني وأبطال المقاومة الوطنية في الساحل من اجل هذا الهدف حياتهم.
 أوصانا في خطبة الوداع وسط هدير المدافع والدبابات الإرهابية التي كانت تدك محيط منزله في تلك اللحظة التي لم تبد على محياه الحازم منها رهبة أو تهيب أو خوف، دعانا للحفاظ على الثورة والجمهورية والانتفاض على الامامة المليشياوية.. ثابتاً على العهد العظيم بالحفاظ على الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية والتعايش حتى آخر نفس.. فلا أسرة فوق الشعب ولا مذهب يحكم الشعب ولا سلالة تتحكم برقاب الشعب ولا سلطة للعرق على الشعب.. والسلطة للشعب كل الشعب.
انها انتفاضة مباركة بمضمونها الثوري وبدعوة الشعب لأن يخوض بنفسه غمار الكفاح لاسترداد مكاسبه واولها استعادة الدولة على كافة ربوع الوطن.
وللمؤتمريين أقول إن وصايا الزعيم علي عبدالله صالح في اليوم الأول للانتفاضة وقبيل استشهاده بسويعات، عهداً لا يعفى منه أحد ولا يقبل من مؤتمري صرف ولا عدل إن لم ينفذ تلك الوصايا، ولن يعفى من يتخلف عنها في الداخل والخارج عن المسؤولية، وأن المؤتمر والوطن بُراء منهم وعلي عبدالله صالح وعارف الزوكا من قبورهم بُراء منهم.
إن واجب الانتماء للوطن وللحزب الذي قتل الحوثي رئيسه وأمينه العام، ان نقف كالبنيان المرصوص لمواجهة عصابة الموت الإرهابية وافكارها الدخيلة.
"فقبلتنا صنعاء والطريق للوصول إليها متاح من أي مكان فليس على تحرير ارضنا محظور، فلنملك الشجاعة ونأخذ القرار الصحيح..".
السلام على الزعيم علي عبدالله صالح وعلى روحه وأرواح رفاقه وجميع الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل وطن لا يحكمه عرق ولا تتسيده سلالة.
وثأرتِ يا صنعاء
رفعت رؤوسنا بعد انكسار
أخرجت من ظلماتك الحبلى أعاصير النهار
وولدت هذا اليوم بعد ترقب لك وانتظار
فأتى كما شاءت إرادات المنى وهج انتصار
يوماً
نقدسه ونُرضعه أمانينا الكبار
يوماً
سيبقى خالد الساعات موصول الفخار
سلمت أياديهم بناة الفجر عشاق الكرامة
الباذلين نفوسهم
لله في (ليل القيامة)
وضعوا الرؤوس على الأكف ومزقوا وجه الإمامة
صنعوا ضحى (سبتمبر)
الغالي لنهضتنا علامة
خرجوا فلم تيبس على افواههم شمس ابتسامة 
يتمردون على الظلام ويبصقون هنا نظامه
*
أين القصور؟
تناثرت رعباً وألوان الرياش
أين الذين تألهوا
سقطوا كما سقط الخفاش
في نارنا احترقوا
كما احترقت على النار الفرَاش
مات الطغاة الظالمون
وشعبنا المظلوم عاشْ
 
الرحمة للشهداء...
الشفاء للجرحى...
النصر لليمن...
والسلام عليكم ورحمة الله

 

ذات صلة