المخا التي تغادر الهامش بخطى ثابتة: تفاصيل صغيرة.. قصة كبيرة

  • المخا، الساحل الغربي، خاص:
  • 12:11 2022/12/04

الاقتصاد حسبة أرقام .. حتى سوق القات يعكس بطريقة ما طبيعة وإيقاع الحياة وحركة السوق عامة.
 
بين سوق القات وسوق الصيد في مرسى ساحل العمودي تنهض تجارات وعمارات وفنادق وأسواق وأحلام وآمال مفتوحة على البحر والميناء وعلى الجو والمطار وعلى الداخل التعزي ومشروع طريق حيوي يكسر الحصار..
كلها مشاريع تفتت مفاعيل الحصار وترسي معادلة جديدة لفائدة الناس والمجتمع وتطبيع الحياة في المناطق المحررة.. وهنا أنموذج جيد للاستشهاد.
 
 
في المخا اليوم هناك أكثر من ألف مقوت ومشتغل ببيع القات كمهنة وعمل يومي، بحسب مصدر محلي في المديرية، قياسا إلى العشرات في أحسن الأحوال قبل أربع سنوات، ومنها إلى حركة المواصلات والنقل الداخلي والزيادة الكبيرة في أعداد الحافلات والمركبات مع توسع المدينة أفقيا وانبساط شوارع ومناطق عمرانية وأسواق جديدة.
هذا الإيقاع سريع الحركة هو نتاج طبيعي للتطورات التي شهدتها المدينة الساحلية خلال السنوات الأربع الأخيرة كمركز مهم في غربي تعز وفي الساحل الغربي عامة.
 
 
مثل تدشين نزول الطائرات عبر مدرج مطار المخا الدولي قفزة كبيرة في مسار التحديث وأطلقت الطموحات والأحلام معا أجنحتها للريح. 
يحضر وتستقبل المخا في الأثناء أعدادا كبيرة من الضيوف لم يسبق أن اجتمعت بهذا العدد في وقت واحد، سياسيون وبرلمانيون وقيادات حزبية ومدنية وإعلامية وصحفيون ومراسلون ومصورون وناشطون بمواقع التواصل، من محافظات ومدن يمنية مختلفة يجتمعون معا في وقت واحد، مثلما جمعت المخا وجبهات الساحل الغربي الجنود والمقاومين في ألوية المقاومة والقوات المشتركة من مختلف المناطق، هذا بدوره أعطى زخما إضافيا للمدينة وللحياة والحركة اليومية في الأسواق والمطاعم والمولات و.. وفي سوق القات، يقول محمد المنتصر وهو بائع قات شهير تعليقا "حضى.. حضى.. السوق حاضي.. اليمن كلها عندنا في المخا."
 
 
 
يستضيف فندق الميناء عشرات الصحفيين والإعلاميين، قال زميل مراسل لمنصة خليجية إنه عاد للتو من رحلة خاصة أخذها خصيصا للإطلاع عن قرب على سير العمل ومستوى الإنجاز في مشروع طريق المخا- الكدحة- البيرين، هذا واحد من أهم وأكبر المشاريع الحيوية والاستراتيجية التي انضافت في بورصة التحديث والتنمية ولمصلحة تعز عامة ساحلها والداخل وأطلق أشغاله مؤخرا العميد طارق، ويسير العمل بوتيرة يومية حيث "الشغل شغل ما فيش كلام.. قدام قدام" حسب تعليقه، ولديه مادة مصورة جيدة للمنصة.
 
 
شقُّ طريق (الكدحة – البيرين) بطول (40) كيلومتراً وسفلتته بدعم وتمويل إماراتي، "يعتبر من المشاريع الاستراتيجية لخدمة محافظة تعز وأبنائها وسكانها، إنه بمثابة شعاع نور في نفق مظلم من الحرب والحصار". قالت للساحل الغربي الدكتورة إيلان عبدالحق قحطان.
 
"في ظل فترة مليئة بالإحباط والقهر" وجدت وكيل محافظة تعز للشؤون الصحية، في المشروع "منجزا استراتيجيا لمحافظة محاصرة دمرتها الحرب وخنق الحصار الحوثي الحياة فيها وعانى أبناؤها من كل تبعات الحرب القذرة".
 
 
أقل من أربعة أعوام تقريبا؛ كان في المدينة الصغيرة أقل من خمسة باصات (حافلات ركاب) للنقل الداخلي، يقول صديقنا "كريم" سائق الباص الذي أقلنا إلى سوق القات الجديد خارج المدينة في الجهة الشرقية : كنا ثلاثة اربعة ومحصورين وكل أهل المخا يعروفنا ما فيش غيرنا هنا نحمل ركاب.. أنا وفهيم و عبده.. و.. ، وعاده كنا نشتكي من الشغل والضبح ما فيش رزق.
 
في غضون ثلاث سنوات تغير كل شيء : "الآن قد هن الحافلات النص والصغير وفي كبير كمان هايس.. يجي مائة وقليل. مالك فينك رايح.. مائة باص داخل المخا سع من هي عسا الله... وزحمة وكلهم يشقوا ولا حد واقف".
 
 
 
تنفض عنها ركام الرمل الذي تجمع عبر عقود وطمر وجهها وجسدها فضلا عن روحها التي تناضل للبقاء وترفض الانطواء في عجلات النسيان متحدية صروف التقلبات وفعائل هبوب الأزيب. ثلاثة أعوام أو تزيد قليلا منحت المخا فرصة لالتقاط أنفاسها وتأمل وجهها المليح الذي عبثت به مواسم طويلة ومتقادمة من الإهمال وهجمات ريح المواسم الدائبة والمتسلحة بجحافل رمل وغبار شيخ مشايخ رياح "سواحل ام غرب" الزائر الموسمي الثقيل (الأزيب).

 

ذات صلة