اليمن.. ما يجب أن يفعله "المجلس" ؟

02:22 2022/11/01

..... إذا بقي حال إدارة "المجلس" بهذا الأسلوب البدائي فإنه سيواجه موقفاً شديد الصعوبة يتعلق بقضايا مصيرية كبرى لن يتمكن من معالجتها في ظل الممارسات الحالية، ويكفي الانتباه إلى التعيينات غير الدستورية التي تمت باسم "المجلس" وجرى الإعلان عنها دون تدقيق في صلاحيتها، وهي تجاوزات تؤشر إلى أسلوب تفكير ومنهاج عمل يضعان الناس أمام أمر واقع معوج عليهم تقبله والرضوخ له، وهذا أمر شديد الخطورة لأن السكوت عنه سيتيح المجال واسعاً لمزيد من الإرباك في مرحلة يجب أن تكون النزاهة شعارها والشفافية والوضوح نهجها.
 
من المحتم أن يظهر المجلس، مجتمعاً وفردياً، الجدية في خدمة الناس والقدرة على تحمل المسؤولية ومواجهة المخاطر وممارسة السلطة الممنوحة لهم، وسيتسبب عجز الرئيس عن إدارة أعمال المجلس بحزم في توسيع رقعة الخلافات التي لا تخفى على أحد وهو دون شك يعي أنه لا يمتلك القدرة على الحكم منفرداً ولا عنده القوة الكافية لمواجهة الانهيار الكامل المحتمل للهدنة وعودة الأعمال العسكرية التي توقفت عملياً في الثاني من أبريل 2022. وإذا ما حدث ذلك فإنه سيكون وحده في الواجهة ما لم يتدارك الأمر بإجراءات جادة قد تساعده في كسب ثقة الناس بعيداً من غوغائية وهزال الإعلام الرسمي والمستأجر.
 
في هذا الواقع المرتبك والمربك يواجه "المجلس" معضلة، ومأزقاً في كيفية التعامل مع الأوضاع الهشة عسكرياً وأمنياً وسياسياً واقتصادياً وخدمياً، وهو وحده المطالب بإعلان خططه لوقف انهياراتها اليومية وإبلاغ الناس بها، وليس في هذا تبرئة للحكومة، وإن كانت قد تخففت من أحمال الاتهامات الموجهة إليها، فقد أصبح "المجلس" هو المنوط به وضع الخطوط الكبرى للسياسات في المجالات كافة وتكليف الحكومة تنفيذها، ومن الواضح أن كل ما صدر عنه ليس أكثر من وعود وبيانات وصور تملأ الفضاء الإلكتروني وسفريات غير ذات مردود على المواطنين يقوم بها الرئيس والوزراء.
 
ما يجب أن يفعله "المجلس" هو أن يكون في حال انعقاد دائم ويعلن للناس ماذا يصنع أعضاؤه طوال اليوم، ويكفي تذكيرهم بأن برامج الرؤساء في الغرب معلنة للناس حتى يعلموا ماذا يصنع الحاكم الذي يدير شؤونهم، وهكذا يمكن محاسبتهم على إنجازاتهم الفعلية لا الإعلامية.
 
 
* من مقال مطول "اليمن وغياب المجلس"