كيف تلخص حالة الطفلة غدير أحوال الصحة بريف تعز؟

  • تعز، الساحل الغربي، خاص:
  • 04:44 2022/10/05

اعتادت والدة غدير، التردد على مستشفى المسراخ أسبوعيًا، بهدف تلقي طفلتها الصغيرة للتغذية العلاجية.. مشيًا على الأقدام تقطع هذه الأم مسافة الطريق، من مديرية الأقروض، وصولًا إلى المركز الطبي الذي يحمل اسم المديرية "المسراخ"..
 
عند مدخل المستشفى وجدنا هذه الأم تجلس بالقرب من البوابة، لربما تأخذ قسطًا من الراحة.. كانت هدفنا الأول لقص المعاناة هنا حالما اقتربنا منها..
وبلكنة أبناء تعز سألنا: "ليش جالسة هنا يا والدة..؟".
أجابت: "أحاول استعادة أنفاسي، بعد الطريق المتعبة، وحرارة الشمس.. قليل وقت وبدخل أعالج البنت".
تابعنا: أين والدها؟
واكتفت بالرد: "مغترب، ما يهم حاجة.. فوق هذا، ما يشتي أعالج بنتي".. باكية العينين، توجهت إلى قسم التغذية العلاجية.
 
 
كانت الصغيرة تبكي عندما تركتها والدتها على سرير المستشفى، وبدأ الطبيب المعالج بتقديم المساعدة، بينما كانت الأم تقول إن المسافات الطويلة التي تسافرها لا تساوي شيئًا أمام معاناة غدير، التي جاءت إلى الحياة مصابة بسوء التغذية..
 
 
وبصوت حزين، تشرح معاناتها: "نأتي إلى هذا المستشفى أكثر المرات.. أحيانًا يكون في حالات كثيرة سوء التغذية.. ما يكون أمامي أي حل، سوى اللجوء إلى صديقاتي، من أجل اقتراض مبلغ والسفر إلى المدينة.. قد بعت ذهبي، وخسرت كل الفلوس"..
 
هكذا تختصر معاناة أهالي ريف تعز، ذلك الريف الذي يفتقر لتواجد المستشفيات أولًا، وإن وجدت فهي تعيش حالة من الإهمال.. فالكثير من الأسر لم تجد حاضنة علاجية لأطفالها، الأمر الذي يجعلهم أمام معاناة مركبة، العلاج وتكاليف السفر.
 
 
عدسة الساحل الغربي تمكنت من التقاط العديد من الصور لـ"غدير" قبل مغادرتها المكان.. لكن بعد يومين من لقائنا أخبرنا الطبيب المناوب بأن الطفلة قد غادرت مركز التغذية نتيجة خلافات أسرية بين الأب الذي يرفض العلاج، والأم التي تواصل الاهتمام بصغيرتها.. يقول غمدان الكحلاني: "هددها بالطلاق ما لم تترك المركز.. لذا غادرت المكان، وغادرت الطفلة الحياة".. مؤلم أن تتوفى طفلة بحضن والدتها، ترحل، وتبقى الأم حبيسة المنزل، أسيرة الفقدان.
 
 

ذات صلة