٢٦سبتمبر .. خطوة الألف عام

05:00 2022/09/26

في ذكراها الستين يمكن القول إن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر قد حققت أهم أهدافها، وهو الوعي بخطوات الثوار نحو هذا الطريق الأخير. 
 
نحن الآن في ليلة السادس والعشرين من سبتمبر المجيد، لحظات تحبس الأنفاس، الثوار يراجعون الخطة للمرة الأخيرة، هناك استنفار شامل لكل الخلايا الثورية في الإذاعة والجيش وداخل مجتمع الاقتصاد، وأولئك الجنود المجهولون في الخارج الذين بذلوا كل الجهود لنقل مظلومية الأمة اليمنية للخارج، فوجدوا أن لا طريق سوى الثورة ومن ثم الحديث مع الخارج. 
 
الشعب كان في آخر غفوته ذات الألف عام وأبطاله كانوا على وشك إيقاد الشعلة ونسف أسوأ تنظيم سلالي عرفته البشرية، إنها خطوة الألف عام، كما قال عبدالله السلال الأب المؤسس لهذا المنجز. 
 
كان تعبير شاعر اليمن الكبير البرودني هو الأكثر دقة عن الثورة مقارنة بالماضي الإمامي المتخلف:
 
فولى زمان كعرض البغي 
وأشرق عهدٌ كقلب النبي 
 
وعلى عاتقي هنا إعادة تعريف القارئ العربي بسبتمبر الثورة لماذا حدثت؟ 
 
إن اليمن قد ابتلاها الزمن بسلالة مدعية، متخلفة، ترى لنفسها حقاً إلهياً في حكم اليمنيين، دخلت اليمن أولاً من خلال رجل آثم يدعى الهادي الرسي ومن خلاله تسلسلت جرائم الأسرة بحق اليمنيين وأحالت بلاد الجنتين إلى بلاد المقابر والمزابل، وجعلت الأمة اليمنية المتحضرة عالة على نفسها وعلى الشعوب، وقد قاوم اليمنيون خلال ألف عام هذه الأسرة بالدم وتلقوا مجازر رهيبة، غير أن ثورة سبتمبر كانت درة التاج لمحاولات الخلاص من الإمامة الآثمة ونجحت في الإطاحة بذلك النظام البغيض. 
 
ثم ماذا؟ 
 
يحاول في السنوات الأخيرة أحفاد تلك السلالة استرجاع ماضي الآباء وإعادة الأمة اليمنية إلى حظيرة الطاعة من خلال الاستقواء بالأجنبي الفارسي على العربي اليمني، بل ويستنسخون من سبتمبر الأم أخرى لقيطة، ولكن هيهات، فثورة السادس والعشرين من سبتمبر لم تعد في اللافتات ولا العروض ولا الحشود، إنها في قلوب الكهول ووجدان الشباب وعقول الأطفال، ولن يتخلى الشعب اليمني عنها لفئة حاقدة، باعت نفسها لشيطان فارس، وظنت أنه منجيها من بطش اليمانيين القادم وهيهات. 
 
يرونه بعيداً… ونراه قريباً.