أمين الوائلي يكتب لمنبر المقاومة عن: استراتيجية القوات المشتركة على جبهتي الحرب و ستوكهولم!
الساحل الغربي - خاص
12:00 2020/03/15
أمين الوائلي يكتب لمنبر المقاومة عن: استراتيجية القوات المشتركة على جبهتي الحرب و ستوكهولم!
أوهام التلبس بالقوة والأفضلية لا تساوي في القيمة والتقييم الواقعي وفي الواقع قوة أو أفضلية حقيقية، والظروف والحسابات المعقدة والسيئة التي تولدت عن صفقة ستوكهولم استدعت قدرا مضاعفا من الحكمة والحنكة كما ظهر في استراتيجية القوات المشتركة وهي ترنو بعينيها نحو نهاية أخرى.. وخاتمة حاسمة.تنجرف المليشيات الحوثية مع أوهام الانطباعات المغلوطة التي راحت تنشأ عن يوميات ما بعد ستوكهولم، فتعطي نفسها أفضلية من أي نوع، لجهة التمادي الأرعن في التصعيد والإيغال في انتهاك الهدنة (المزعومة أممياَ)، رغما عن كونها وحتى في هذه الحالة تنزف خسائر فادحة وتدفع أثمانا مضاعفة مع كل حماقة تقترفها ومغامرة انتحارية تقدم عليها..الحقائق الأولية المعروفة بالضرورة لدى الجميع تقول إن مليشيات الذراع الإيرانية، في جبهة الساحل الغربي والحديدة، ليست في موقع الأفضلية أو الأقوى، لا عسكريا ولا أخلاقيا، ولكنها تعمل من موقع المتجرد من أي التزامات أو عهود واتفاقيات، في مقابل قوات عسكرية منضبطة تلتزم مسؤولياتها تجاه الاتفاقيات وقرار القيادة العليا التي أبرمت اتفاق ستوكهولم وتتمسك به..هذا يحمل القوات المشتركة مسؤوليات مضاعفة للموازنة بين التزام التقيد وحق الرد وحدوده، ما يستدعي أعلى درجات الانضباط وضبط النفس أمام مليشيا منفلتة تعمه في سكرة الدم وهي في أصل نشأتها وسيرورتها تمثل النقيض الصارخ من الانضباط والالتزام.. كأي عصابة قدمت من خارج التقويم والقيم.. بفارق أن هذه تمثل النوع الأسوأ من العصابات وأكثرها فجاجة واسترخاصا لدماء وأرواح الذين تقذفهم في اللهب وتزج بهم في محارق عبثية لا آخر لها. ولولا ما أسلفنا من قيود وضوابط فرضت من خارج رغبة قوات التحرير لما كانت المليشيات اليوم، وبعد نحو عام ونصف من إنقاذها وتجنيبها المصير المحتوم الذي كان يلتف حول رقبتها في عمق الحديدة، قادرة على التفرعن والتصرف بجهالة من يتوهم نفسه أقوى أو في موقع قوة تعصمه من الطوفان.رغم كل شيء فإن القوات المشتركة، وهي في موقع الأقوى والأقدر والأكفأ، تتعاطى بقدر عال من الحكمة والحنكة والمسؤولية المضاعفة الملقاة على عاتقها، مفوتة الفرصة على المتصيدين والمتربصين.. وتركت قرار تعطيل وإلغاء ستوكهولم بيد القيادة والسلطات العليا التي أبرمت الصفقة وألزمت بها المقاتلين المتعطشين للتحرير والقوات الضاربة والغالبة التي اكتسحت المليشيات قدما على طول الساحل الغربي وصولا إلى عمق وحلق مدينة الحديدة ومركز الساحل وعاصمة تهامة.ومهما يكن من أمر.. أو من حسابات في كواليس السياسة وغرفها المغلقة، فإن المصير المرئي والخيار الحتمي في نهاية المطاف لن يخرج عن مسار الحسم مع الكهنوت ومليشيا الانقلاب والخراب.. سلما أو حربا، ولا ننسى التذكير بأن حلقات ويوميات التصعيد والخروقات الصارخة أحالت وقف النار واتفاق التهدئة من اليوم الأول إلى مجرد كذبة كبيرة لا يصدقها أحد ولكنها تحظى برعاية ورضى المبعوث الأممي ويحالفه قبول عجيب وتوفيق غريب لدى الشرعية!ومن المهم أن نذكِّر بما سبق قوله تكرارا ومرارا: إن التهالك في استجداء السلام إزاء كافة الخروقات والاعتداءات وفصول الحرب الحقيقية، منذ ستوكهولم المشؤوم، هو ما أعطى المليشيات أفضلية التصرف من موقع الأقوى.. عكس ما عليه لواقع وما فرضته التسوية الظالمة من شروط وتبعات مجحفة لإنقاذ المليشيات التي كانت في الرمق الأخير لولا تدخل الضغوط والتجاوب معها واستيلاد حالة شوهاء من اللاحرب و اللاسلم واللا حسم.. ولكن هذه ليست هي النهاية.. قولا واحداً.