تعز ضحية الهدنة وأضحية التمديد: (المعابر) و (المجازر)!
- تعز، الساحل الغربي ، أمين الوائلي:
- 09:01 2022/07/25
أحاطت دموية الحوثيين، رغم الهدنة الهشة، ومجزرة بشعة بحق الأطفال في تعز المحاصرة، وتزامنا مع تواجد المستشار العسكري للمبعوث الأممي في المدينة، مهمة هانس غروندبرغ بمزيد من التعقيدات، حيث يسابق الوقت قبل أيام من انتهاء الهدنة (مطلع أغسطس) آملا انتزاع موافقة الأطراف على تمديد جديد. ومثلما كانت تعز ومنافذها الموصدة ضحية الهدنة، كانت وسكانها أضحية التمديد خلال عيد الأضحى.
ويشعر المبعوث الأممي بمزيد من الإحباط بسبب العراقيل التي وضعتها المليشيات الحوثية في طريق تنفيذ التزامات الهدنة وخصوصا ما يتعلق برفع الحصار ولو جزئيا عن تعز وفتح طريق رئيس واحد كما تقلصت الشروط في مبادرته المعدلة ورفضها الحوثيون، وتلقت المساعي الأممية والأميركية نحو تمديد جديد وأطول للهدنة ضربة مباشرة وجديدة في تعز أيضا بالقصف المدفعي المتعمد على حي الروضة السكني/ زيد الموشكي، مساء السبت، وخلف ضحايا أطفالا وعاصفة من الغضب والتنديد والاتهامات التي شملت المبعوث الأممي والأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
ومتأخرا بأربع وعشرين ساعة عن الجريمة، أدان هانس غروندبرغ، "الهجوم الذي أصاب حي زيد الموشكي السكني في تعز، وأدّى إلى إصابة 11 طفلا وطفلة، أغلبهم دون سن العاشرة." وفي بيان صدر يوم الأحد، قال المبعوث الخاص، إنه بحسب ما ورد، فإن عددا من هؤلاء الأطفال في حالة حرجة، حيث توفي طفل واحد متأثرا بجراحه.
وقال: "على الأطراف المتحاربة التزامات بموجب القانون الدولي بخصوص حماية المدنيين. قتل الأطفال وإصابتهم بجروح هو أمر مستهجن بشكل خاص." كما أعرب غروندبرغ عن قلقه بشكل خاص لأن هذا الهجوم، وغيره من الهجمات في أماكن أخرى من اليمن، قد وقع خلال الهدنة. وتابع يقول: "عانى أهالي تعز معاناة شديدة خلال سبع سنوات من الحرب، وهم أيضا بحاجة إلى أن تُنفذ الهدنة بجميع جوانبها (لجني ثمارها)."
وشدد على استمراره في الانخراط مع الأطراف لتمديد الهدنة وتوسيع نطاقها، وللتأكد من أنّ يتمتع اليمنيون في جميع أنحاء البلاد بالحماية وبحرية أكبر في الحركة، وأن يشعروا بـ"الأمل الذي من المُفترض أن تُؤمنه هذه الهدنة."
وقال مجلس القيادة الرئاسي، الذي أدان الجريمة البشعة، إن إفلات المليشيات الحوثية من العقاب شجعها على ارتكاب الجرائم وقتل المدنيين. قبلها بأيام حذر المجلس، الأربعاء الماضي، "من استمرار خروقات المليشيات الحوثية للهدنة الإنسانية، وتراخي المجتمع الدولي عن إدانتها، وإلزامها بتنفيذ كافة بنودها."
وكان غروندبرغ قد أشار إلى أنه يكثف اتصالاته مع الأطراف لدعم تنفيذ جميع بنود الهدنة، واستكشاف الفرص لتوسيع نطاقها وتمديد أجَلِها لما بعد الثاني من آب/أغسطس. وأعرب عن أمله في أن تشارك الأطراف بشكل بنّاء "في جهودي التي أبذلها وأن تدرك المكاسب التي يمكن تحقيقها للشعب اليمني من خلال تمديد الهدنة وتوسيع نطاقها. يجب الاستفادة من هذه المناسبة وعدم تفويت الفرصة."
التصعيد الأخير، مضافا إلى فشل الهدنة في التخفيف من حصار تعز وفتح الطرق في المدينة ومحافظات أخرى بسبب الرفض والتعنت من قبل الحوثيين، اعتبر بمثابة "رسالة حرب" تعمدتها المليشيات؛ وفي تعز تحديدا، وخلال تواجد المستشار العسكري للمبعوث الأممي الخاص، لتعزز تهديدات سابقة باستئناف واسع للعمليات العسكرية وبما فيها عبر الحدود، مستقوية باستعدادات وتعزيزات وعمليات تجنيد كثفتها خلال أريعة أشهر مستغلة الهدنة لأهداف عسكرية كما كانت تحذيرات كثيرة تنبه وقوبلت بتجاهل واستياء من خلال تصريحات وإحاطات المبعوث الأممي نفسه.
وقبل أسبوع واحد من موعد انتهاء شهري التمديد للهدنة، لا أحد يعرف كيف سيتصرف المبعوثان الأممي والأميركي، ولا ما هي الخيارات التي يملكانها تجاه اللاءات الحوثية التي حولت الهدنة والمبادرات جميعها؛ إلى مكاسب خالصة لصالحها دون أي التزامات، والتزامات خالصة من طرف القوات والحكومة الشرعية والتحالف الداعم للشرعية.
"الأشهر الأربعة الماضية على الأقل، أظهرت بوضوح افتقاد المبعوثَين والمجتمع الدولي إلى الجديدة والصرامة والحزم، والافتقار إلى حلول وخيارات ومفاتيح للتعامل مع التعنت والرفض الحوثي المتطرف، ما عدا بيانات مطالبة ودعوات لا تساوي شيئا في النتيجة"، وفقا لمفاوض حكومي من تعز مع مراسل الساحل الغربي.
علاوة على ذلك، فإن الشرعية تواجه ضغوطا شعبية وإعلامية متزايدة، تطالبها باتخاذ مواقف أكثر صرامة، والتوقف عن تقديم التنازلات دون مقابل.