عندما يحل بايدن في السعودية: مشكلة اليمن الحرب أم أسبابها؟

  • المخا، الساحل الغربي، أمين الوائلي:
  • 12:21 2022/07/12

- إزالة الذراع الإيرانية الحوثية من قائمة المنظمات الإرهابية طبع عهد بايدن بالشكوك.
- ينبغي أن تتوافر المساعدة الأمريكية للحل على الحد الأدنى من الشروط الموضوعية.
- ضمانة أن تكون هذه الجولة من الصراع هي الأخيرة، تتوقف على طريقة المعالجة.
- التعافي الفعلي وليس التخدير الموضعي أو المرحلي هو ما يجب العمل عليه.
 
يمكن إفادة استخلاص عام في ضوء ما مخضته مقاربات وتحليلات ، أمريكية بصفةخاصة (وحتى ما كتبه بايدن نفسه)، بصدد التوقعات والاحتمالات المفتوحة على الزيارة ونتائجها، فيما يلي:
 
- ينشغل صانع السياسة والقرار في واشنطن ، في الأثناء، بروسيا والصين، بخلفية الحرب الأوكرانية. سيكون في رأس قائمة أهداف البيت الأبيض ورئيسه، إعادة ترتيب خارطة التحالفات، واستعادة الحلفاء التقليديين في هذه المنطقة. الغاية عزل روسيا وتجريدها من فاعليات وامتيازات مجال حيوي توافر عليه الدب الروسي في قلب الشرق الأوسط، نتيجة لسلسلة من سياسات وأخطاء التباعد الأمريكي والخذلان الذي راكمته الولايات المتحدة بحق الحلفاء هنا.
 
بصرف النظر عما يمكن أن يحدث فعليا، أو كم وكيف يمكن أن يحدث هذا كله، فإن الفاعلين بالأصالة الآن وفي هذه المنطقة غير مستعدين للتفريط بالقدر المتزايد من الفاعلية والتأثير والحق في المناورة ومقايضة المصالح، سواء بسواء.
 
- غني عن الذكر والتذكير أن الصراع الفلسطيني / العربي - الإسرائيلي شهد تراجعا كبيرا في أولويات الإداراة الأمريكية المتعاقبة. وبات الآن يقترن أو يتوازى مع هدف التطبيع والاندماج الإسرائلي في المحيط العربي. هذا الأخير هو المسار الأول الآن في الأجندة الأمريكية.
 
والعرب وإن كانوا على الخيار في هذا السبق، إلا أنهم وبواقعية شديدة ليسوا كذلك تماما. في الأخير حسبة المصالح ترجح وينبغي أن ترجح الخيارات، ولكن ليس على حساب الالتزامات الوطنية والقومية والحقوق الأساسية للفلسطينيين تحت سقف مبادرة السلام العربية.
 
أمريكا أكثر جدية في دمج إسرائيل بمحيطها العربي، منها بردع الخطر والتهديد الإيراني.
 
- ربما تقتضي الحنكة والحكمة عدم التورط في عقد رهانات وضرب مواعيد واحتمالات عريضة بشأن الموقف الأمريكي مع إدارة بايدن من إيران، سواء فيما يتعلق بالملف النووي ومآلات المفاوضات في نهاية المطاف، أو بشأن السياسات الإيرانية العدائية والتخريبية تجاه دول المنطقة وحرب اليمن وبالتالي تجاه المملكة بصفة خاصة.
 
إلى أي مدى يمكن أن تذهب واشنطن في التعاطي مع المخاوف والأولويات الخليجية العربية في مواجهة المشاريع التخريبية والتدخلات الإيرانية، ومنها إلى المليشيات وتوطين الأذرع الإيرانية المتقدمة وتهديد المصالح الاقتصادية والقومية والوجودية للعرب ودول الجزيرة والخليج؟
 
إن إدارة الفوضى أو الإدارة بالفوضى هي عادة أمريكية مستوطنة في خارطة هذا الجزء من العالم. وليست هناك في المقابل الكثير من الشواهد التي تساعد على افتراض أبعد من المراوحة والمناورة مع وضد. ما لم يكن الردع هو خيار حقيقي مطروح فعليا على الطاولة، بغض النظر عن استخدامه، فإن عرب المنطقة سيحتاجون إلى استبقاء أوراق وخيارات وحذق لعبة وحسبة المالح ببراغماتية شديدة.
 
على أن إدارة بايدن التي تتبنى خيار إسكات حرب اليمن، كيفما تأتى، لا تكاد تصغي إلى ملاحظات ومراجعات موضوعية جدا حد السبب والنتيجة والشرط والمشروط. لا يمكن إيجاز المسألة اليمنية في عنوان إنساني. ولا يمكن ضمان تسوية قابلة للبقاء وسلام يصلح للبناء عليه ما لم يتم تجريد إيران من ذراعها وتجريد الحوثيين من الفوة التي يحتكمون عليها وبما فيها التقنيات الحديثة والأسلحة النوعية التي عززتها إيران لتوطين حزب الله آخر في جنوب الجزيرة والبحر الأحمر، وفي جنوب المملكة.
 
وتحت إلحاح خطط وبرامج واستهدافات قيادة شابة تدير دفة المستقبل من الآن في المملكة جهة المستقبل، فإن ورشة عمل وتطوير وتحديث أحضرتها "رؤية السعودية 2030" تتعرض لضغوط وكوابح حقيقية بسبب الحرب واستمراريتها والبيئة الاستنزافية المحيطة التي تشكلت وتتشكل حولها وبسببها. نعي تماما جسامة التحدي والجسارة التي تتطلبها صناعة المخارج الآمنة، ولكن غير البعيدة أو المفخخة. والتفرغ للتحديات التنموية والتحولات الواعدة أو الموعودة.
 
وصفوة القول، ينبغي أن تتوافر المساعدة الأمريكية للحل على الحد الأدنى من الشروط الموضوعية والإلمام بالجذور والأسباب والتعامل به. إن ضمانة أن تكون هذه الجولة من الصراع والاستهداف والاستنزاف هي الجولة الأخيرة، تتوقف على طريقة المعالجة وشمولية التطبيب من عدمه. التعافي الفعلي وليس التخدير الموضعي أو المرحلي هو ما يجب العمل عليه. وهذا ميسور بقدر ما يبدو أبعد عن المتناول.
 
غني عن القول، إن شطب ذراع إيران الحوثية من قائمة المنظمات الإرهبية، كقرار مستعجل شابته الكثير من الأخطاء، قد طبع عهد بايدن وإدارته بالشكوك. إنه لم يساعد اليمنيين بل استفاد منه المتمردون الذين شنوا أخطر الهجمات والتهديدات العابرة في كل اتجاه.
 
مشكلة اليمن، والحرب في اليمن والتي تهدد مصالح واستقرار المنطقة، ليست هي الحرب بذاتها، بل في أسباب وجذور الحرب. وهذا ما لا تود جهات فاعلة في الغرب، سواء دوائر سياسية أو منظمات ومؤسسات رديفة وموازية، تفهمه أو الحديث حوله.
 
 

ذات صلة