"إتحاد".. امرأة ثلاثينية تسبب لغم حوثي ببتر قدميها وحول حياتها إلى جحيم

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:00 2020/07/09

خاص منبر المقاومة - عبدالصمد القاضي:يتجاوز عدد ضحايا الألغام الآلاف بين قتيل وجريح ليتربع أعلى مراتب انتهاكات المليشيات الحوثية للأمن وسلامة المدنيين.
 
المواطنة "اتحاد امين المقدم" (36 عاما) احدى ضحايا الألغام الفردية التي زرعتها المليشيات الحوثية بمداخل ومخارج القرى والعزل والحارات في محافظة تعز قبل فرارها منها تاركة أماكن ملغومة ومواطنين يحاصرهم الموت من كل جانب. اتحاد المقدم تسكن بمنطقة شعبة الكريمة بخط الاربعين شرق مدينة تعز تحاصرهم الملشيات الحوثية بقناصاتها المنتشرة على أسوار المدينة، والالغام المزروعه بوديان المنطقة ليضحي الحي بكامله محاصر بخطر الموت أو الإعاقة الدائمة، يقال إن للحرب قوانينها لكن المليشيات الحوثية تنتهك كل تلك القوانين،لتستبيح كل الحياة، توزع الموت مجانا والإعاقة لمن تريد، بقناصتهم أو بزراعة الألغام بطرق عشوائية في أماكن مكتضة بالسكان والمدنيين العزل. اتحاد تعرضت لانفجار لغم أرضي أدى الى بتر كلا قدميها لتحمل في حياتها الكثير من الهموم الأسرية وقليلا من الامل. فهد المقدم شقيقها الأكبر يروي لـ "منبر المقاومة" تفاصيل ما تعرضت له اتحاد جراء انفجار اللغم الأرضي في إحدى وديان الحي: لم يبق سوى قليل من السكان الصامدين بحي شعبة الكريمة، لم نجد مكان ننزح إليه فكل زوايا المدينة ملغومة ومليئة بالمخاطر والموت قد يأتي هنا او هناك، تضاعف سوء حالنا المعيشي وانعدمت معظم الاحتياجات الأساسية بالحي لنعتمد على وسائل تقليدية كنا في غناء عنها لولاء أن اجبرتنا الملشيات الحوثية عليها، ففي يوم 23/4/2019 خرجت اتحاد للوادي لجلب الحطب لنستخدمه بدل من الغاز المنزلي الذي أصبح عمله صعبة ولم نستطيع الحصول عليها، بعد دقائق من خروجها سمعنا صوت انفجار دوى بكل أزقة ما تبقى من الحي لنهب إلى الوادي، لم نرى شيء من شدة الغبار الذي اعتم الرؤية، لم تستطيع وقتها حتى أن تنادي بالصراخ أو تطلب العون لاسعافها، اصريت أن اخاطر بمواصلة طريقي لأعرف ما حدث كأنت الفاجعة تقودني لغير ما أريد، وقع بصري على ملامح جسد هامد أطرافه مبعثرة واشلائه مفقودة الكثير منها، لا ادري كيف اخذتني الصدمة لأصرخ بكل صوتي طالباً العون ساعدوني على حملها واسعافها الى مستشفى البريهي بالمدينة، وجعي كان ثقل والصدمة اعظم من جثمانها. "انا مت قبل عام" هكذا بدأت اتحاد حديثها لـ "منبر المقاومة" وهي تنغمس بحكاية مرور عام من عمرها في وحل الواقع المر والحياة الكئيبة، تقول : كألف عام مما تعدون مر عام وانا خارج نطاق كوكب الحياة المعتادة يواسيني الوجع الماً ليس لما حدث لي بل لمن يأوي أطفالي، هم كل همي السائد في مخيلتي وعجزي لمواصلة ما تبقى من حياتي، يغيب كل ألمي وانسى صوت الانفجار بصوت ضحك أطفالي، مكثت جسد بلا روح أكثر من ثلاثة أشهر كبرزخ دنيوي مؤقت بعدها اصريت على محاولة أن تعود حياتي الطبيعية لكن كل ذلك باء بالفشل، لا أراهن على حياتي فكل ما تبقى من عمري مرتبط بتربية أطفالي. ما تمارسه الملشيات الحوثية بحق المدنين جريمة لا يمكن الصمت عنها، ونناشد كل المنظمات الحقوقية والمحافل الدولية رفع قضيتنا الإنسانية وانصافنا امام العداله ولا تخذل دمائنا واجسادنا وما فقدناه من حياتنا الذي لن يعود مهما حاولنا أن ننسى وجعنا الدائم.
 

ذات صلة