حقد الحوثيين

10:34 2022/06/15

استولى الحوثيون على مناطق كثيرة، وفشلوا في إدارتها؛ لأنَّ مَشروعهم قائم في الأساس على السيطرة والاستحواذ، لا الإدارة والحكم، وأمعنوا في قصف وحصار المناطق التي لم تخضع لحكمهم، لأنَّ ديدنهم الانتقام من مُخالفيهم، والتلذذ بمعاناتهم. 
 
لم يُحافظ الحوثيون على كرامة الإنسان كإنسان، ولا على كيان الدولة كدولة، وحُكمهم إلى تسلط العصابة أقرب، وهو - أي حُكمهم - لا يتفق قطعاً مع رخاء واستقرار الشعوب، ولا مع صيرورة الحضارة وتقدمها، وبه وبسببه سنبقى في الدرك الأسفل من الهاوية.
 
يحقد الحوثيون على كل جميل في هذا الوطن، وبسببهم لم يعُد السفر من وإلى مدينة تعز سهلاً، فقد تحول بفعل الحرب الهمجية التي أشعلوها إلى جحيم، خنقوا المدينة الحالمة، وحاصروها، وضيقوا على سكانها أيما تضييق، وحولوا حياتهم إلى كوابيس.
 
في طُرق العُبور من وإلى مدينة تعز، الكثيرة والمُتشعبة، تحضر المأساة بأسوأ صورها، ضحاياها كثر، لأناس بسطاء، لا حول لهم ولا قوة، يناجون ربهم، بأن يسهل عليهم سفرهم، ويطوي عنهم بعده، وأنْ يعجل بانتقامه ممن تسبب في أذيتهم، وزاد من معاناتهم.
 
ثمان سنوات من الحرب التي شنها الحوثيون على اليمنيين مضت، بَعُدت خلالها في محافظة تعز وغيرها من المناطق مسافات الطُرق، وزادّت مشقة المُسافرين، ومدَّ الموت لسانه لكل عابر سبيل.
 
بُحت في المُقابل أصوات المُنادين بفك حصار تعز الجائر، وفتح الطرق المُغلقة أمام كل مسافر، عملاً بالأعراف والقوانين الدولية المُلزمة، فيما الحوثيون يغضون الطرف، وأذن من طين، وأخرى من عجين.