معارك رشاد العليمي ورفاقه: الإرهاب وأماني عصا موسى!

12:27 2022/05/10

قولٌ فصلٌ، تخادم الحوثي مع الإرهاب صار واضحاً، ومواجهته صارت أوجب الواجبات على كل يمني وطرف سياسي يحترم نفسه ويؤمن بمحاربة الإرهابي المحلّي والعابر للحدود، الإرهاب الذي لا يفكّر بأي شيء عدا ببارود القتل وسموم الموت والعنصرية التي يعمل جاهدا على إمدادها بكل عناصر ومقومات البقاء والانتشار.
 
الشعب اليمني، في الداخل والخارج، النازح واللاجئ، المغترب والمقهور، الإقليم والعالم باركوا تشكيل مجلس القيادة الرئاسي ونقل السلطة في اليمن، لكن الإرهاب رفض وأبى إلّا حدّ سكينه وحمل وتفجير حزامه الناسف في وجه الدولة والشعب.
 
وأزعم أن الذي أقوله وأضيفه هنا ليس جديدا، لكن هناك ما أجدني مُصرّا على ضرورة تأكيده وإيصاله للجميع، وقد أختصره بهذا السؤال:
 من الذي نظر لمجلس القيادة الرئاسي ومخرجات مشاورات الرياض خطرا عليه وعلى مشروعه؟
 
وسؤال آخر وإن كان يتضمن جزءاً من الإجابة عن سابقه:
لماذا أفرجت الحوثية عن أكثر من ثلاثين عنصرا قاعديا من السجون في صنعاء، وكيف هرب بعض سجناء القاعدة من إصلاحية سيئون؟
 
لمصلحة من ذلك وبعد إعلان مجلس القيادة الرئاسي ونقل سلطة الشعب لقيادة جديدة؟
 
لا أريد أن أسترسل وأوزع الأحكام والتُّهم، سيما وأنا أكتب لشعب معظمه سياسيون ومراقبون للأحداث ربما أكثر وأفهم مني؟
 
لكن هناك تساؤلات أخرى قد تزيل بعض الغبار الذي يغطي بعض العقول من قبيل:
لماذا لم يطلق الحوثي الصحفيين والعالم كله يطالب بذلك ببنما اطلق عناصر إرهابية وإن كان بعضها بالتقسيط؟
 
ثمّ لماذا لم يطلق سراح شقيق الرئيس السابق وشقيق وأبناء نائب الرئيس الحالي كبادرة حُسن نية (محمد بن محمد وعفاش طارق صالح)؟
لكم الإجابة والسؤال معاً!
 
غير أن الذي يبدو من خلال المعطيات الماثلة أن الحوثي كشف عن وجهه وربما خانه توقيت الإفراج عن قادة قاعديين، ولعلها الصدمة التي جعلته يتصرف كشخص مصاب بمسّ شيطاني، أو كمتعاطي إفيون يبحث عن مهدئات تكبح جماح مرضه، عافاكم الله.
 
تأسيساً على ذلك وعلى قول كل حريص، نحن أمام وضع يتطلب منّا جميعا معرفة كيفية التعامل معه، وكُلّنا مسؤول أمامه، مع رجاء أخير:
 يارب لا يطلع لي واحد الآن يقول:
الحل والعقد والمستحيل كُلّه بيد رشاد العليمي وطارق صالح وعيدروس الزبيدي والمحرمي والعرادة والبحسني ومُجلّي والعليمي، صحيح هم يمتلكون جيوشا وألوية وقضية أعدل من العدالة ذاتها، لكن يبقى الشعب دوره، خاصة وهو جيشهم الجبّار وصاحب ملحمته وملاحمه، أما القيادة -التي لا أعفيها من تحمُّل معظم المسؤولية- فلا نطالبها بالمستحيل ونحن نستمتع بمشاهدة أفلام حرب النجوم..
وإن آمنّا بالنصوص الدينية لنفهم أولا:
أن المعحزات السماوية انتهت بمحمد (صلى الله عليه وسلم) الذي عرِج به لسدرة المنتهى وأتى بالبيان وعيسى الذي أحيا الموتى وموسى الذي لقفت عصاه سحرة آل فرعون مجتمعين.
 
يبقى أمامنا المنطق الذي يقول:
 المعجزة اليوم بيد قيادة وشعب (يدُ الله ومعجزاته مع الجماعة والشعوب العظيمة) وشعبنا قادر على الإعجاز البشري وهذا سِرّ وسيرورة الأمم الخالدة؟
 
أعتقدّ ذلك وبيقين جارف، وليكن كل شخص منا مُلهَما ومُلهِما وصادقا في حماية وطنه من الخرافة والإرهاب.. نحن أحق بالحكمة من غيرنا، أحقُّ بالدفاع عن أنفسنا من غيرنا، نحن الفتح والفتوحات، العرب وروح العروبة، السلام والإسلام، النجدة والنخوة.
 
قولوا لي إذا أتى لصوص وهمج على بيت جار لكم، ألن تخرجوا جميعكم لإغاثته؟
 
واليوم ألم تتجسّد الحوثية وكل إرهابي رخيص في صورة هذا اللص وقاطع الطريق وتحاول سرقتكم والفتك ببيوت حاراتنا وأحيائنا وشعبنا بيتا بيتا وعابري السبيل فردا فردا؟
 
المسألة تحتاج وقفة وصدقا مع النفس والله والأجيال والتاريخ، لقد وصلنا لحقيقة واضحة كالشمس نحن نواجه إرهابا داعشيا عنصريا إماميا، قاعديا، إيرانيا وسننجو منه حتما، كيف وهذا آخر تساؤل؟
 
الإجابة في تقديري أن نكون صفا واحدا، لا مكاسب ولا تكسُّب، لا بيع ولا شراء بالقضايا الكبرى، لا ماضي ولا خيانات ولا نكرات تتحكم برقابنا ومصائرنا بعد اليوم، ولنعمل جميعا بهذا النص الذي نؤمن به جميعا:
"من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان".