أهالي ضحايا مجزرة "عنصوة" بتعز يروون لـ"منبر المقاومة" تفاصيل جريمة الحوثي بحق أطفالهم - (تحقيق)

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:00 2020/06/29

خاص - منبر المقاومة - عبدالصمد القاضي: "هذا كل ما تبقى من أجسادهم" هكذا يتحدث سكان حي عنصوة عن مجزرة حوثية ارتكبتها المليشيات بحق أطفال تعز، راح ضحيتها خمسة أطفال من أسرة واحدة وإصابة أربعة آخرين بجروح خطيرة، ومنهم من يعانون من إعاقة مزمنة ستظل ترافقهم طيلة حياتهم.
 
عاد أطفال الحي منهكين من مدرستهم التى تبعد عن منازلهم أكثر من (500 متر) متجاوزين بخطورة نقاط قناص المليشيات الممتدة على طول الطريق؛ وكالمعتاد خرج الأطفال عند الساعة الخامسة عصرا للعب أمام منازلهم متقيدين بالضوابط والإجراءات التي وضعها لهم أباءهم لضمان سلامتهم وعدم تعرضهم للمخاطر المحدقة بهم، حيث أن المليشيات الحوثية المتمركزة بالجبال المطلة على الحي والمحاصرة للمدينة لم تتقيد بالقوانين والاتفاقات والمعاهدات الدولية المنظمة للحرب والتي تلزمهم بضرورة تجنيب المدنيين وخاصة النساء والأطفال والمسنين ويلات الحرب وقبل غروب شمس الخميس الموافق 2 نوفمبر 2017 في تمام الساعة 5:30 مساء سقطت قذيفة مدفعية من نوع هاون بحوش منازلهم، تبعتها قذيفة ثانية على بعد عشرة أمتار من سقوط القذيفة ألاولى لكن الهدف هذه المرة كان سبعة أطفال أسندوا ظهورهم الى خزان ماء يقع بالجوار ليتنفسوا قليلاً قبل أن يعودوا للعب بكتلة اسفنج مستديرة ملفوفة بخرقة قماش كبديل إجباري عن الكرة الحقيقية التى لم تكن في قاموسهم بسبب الحرب وقبل انطلاق صفارة بدء الشوط الثاني من المباراة سقطت قذيفة الموت بين اللاعبين بدلاً من الكرة القماشية وتوزعت شظاياها على أجسادهم النحيلة وتبعثرت أشلائهم في أنحاء الملعب وفوق شجرة الزينة وجدران المنازل، قتل على إثر هذا الحادث 5 أطفال من أسرة واحدة منهم الأخوين عمرو وعمار خالد الذين لم يتجاوز أعمارهم 12 عاماً و محمد واحمد علي مهيوب أكبرهم يبلغ 9 أعوام والطفل عمار احمد البالغ 14 عاماً بالإضافة إلى إصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة. ٱم معمر ثابت أحد المصابين تروي لـ "منبر المقاومة" أحداث مجزرة الطفولة بحي عنصوة بمنطقة بيرباشة بالقول: نمكث بحي سكني يشرف عليه قناص المليشيات، نرى قناصاتهم مصوبة نحونا بشكل دائم تراقب تحركات المواطنين، كل من يسكن بالحي تحت رحمة القناصة، لكننا نفضل الموت شهداء وبشرف في منازلنا أهون من الذل والتشرد والنزوح في ضواحي المدينة ونحن في وضع معيشي صعب نكافح من أجل قوت يومنا، كنت مع اختي في منزلها وكان ولدي معمر يلعب مع أولادها وآخرين من نفس أسرتنا في حوش المنزل وفجأة سمعنا صوت انفجار قريب فتحنا شباك المطبخ ولم نستطيع أن نشاهد اي شي من كثافة الغبار المتطاير ودخان القذيفة أول ما تبادر إلى ذهني أن القذيفة سقطت في الحوش و أن طفلي الوحيد وأطفال أسرتي اضحوا من عدد القتلى، أصبحت مترددة بين البقاء بالمنزل والخروج لمعرفة ماذا حدث أخرجت راسي من الشباك مرة أخرى لأشاهد ما حدث لكن تخضبت عيناي بالدموع وأنا أرى فلذة كبدي (معمر ) وهو يجري في الطابق الثاني ممسك بحزام بنطلونه، ضممته الى صدري وكل جسدي يرتجف من هول الصدمة والفاجعة، اختلطت دموع الفرح بنجاة طفلي الوحيد بدموع الحزن على فقدان ابن اختي أحمد وعمار وأولاد أخي أحمد ومحمد وابن أسرتي عمار أحمد ورغم أنني أخفيت خبر مقتل رفقاء وأولاد عم طفلي عنه لكنه منذ يوم المجزرة يعيش حالة اضطراب وعدم استقرار نفسي يفزع من نومه ويقول يا امه شوفي العيال يلعبوا يا امه في اثنين جنبي يضاربوا ...الخ ) والد القتيلين عمار وعمرو أسرع بالخروج إلى مكان الحادث لكنه لم يستطع انقاذهما فالقذيفة نهشت أجسادهما وبعثرت أشلائهما بالمحيط وفوق شجرة الزينة يقول الأب المكلوم: منذ بداية الحرب وخوفي على أولادي هو همي الوحيد وكنت أحرص دائماً على تجنيبهم اي مخاطر، كان عمار أكثر واحد يرد علي بالقول يا ابي لا احد يستطيع أن يمنع عنا القدر والموت قد يأتينا حتى ونحن داخل المنزل) يروي أحد سكان الحي لـ"منبر المقاومة" كشاهد عيان لمجزرة عنصوة: سمعنا صوت انفجار وكنا قريبين اتجهنا إلى مكان المجزرة ولم نجد سوى أربعة أطفال ما زالوا على قيد الحياة وبجوارهم جثث وأشلاء متناثرة، وحين حاولنا نقل الضحايا إلى المستشفى سقطت قذيفة ثانية لم تبعد كثيرا عن مكان المجزرة، القذيفة استهدفت حي سكني لا يوجد فيه سوى نساء وأطفال فضلاً عن كونه محاصر ولا يستطيع سكانه الخروج حتى لشراء احتياجاتهم الضرورية ومن خرج من منزله يتم قنصه.
 

ذات صلة