أم أحمد تروي لـ"منبر المقاومة" كيف تحولت حياتها إلى جحيم بعد أن مزق لغم حوثي أجساد زوجها وإبنيها

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:00 2020/06/23

الدريهمي - منبر المقاومة:ما كادت شمس صباح الدريهمي أن تتوسط كبد السماء حتى كان ابراهيم يوسف، يهم بالعودة إلى منزله، بعدما أنجز المهمة التي يقوم بها يوميا وسط الصحراء.
 
إذ أنه يقطع شجرة المرخ، وهي عشبة صحراوية ذات سيقان رفيعة كثيفة العدد، تستخدم في بناء المنازل التقليدية التهامية، المسماه "بالعشة".كانت تلك هي مهنته الوحيدة التي يزاولها منذ فراره من داخل مدينة الدريهمي، التي يتحص بها عدد من عناصر مليشيات الحوثي، وقد مكث مع عائلته داخل كوخ مبني من القش بمحاذاة المستشفى الميداني الواقع جنوب المديرية.كان إبراهيم معتادا على الذهاب كل صباح مع أثنين من أبنائه على متن دراجته النارية، لجز أعشاب المرخ، ويبيعها لاحقا بالطائف، وهي مدينة صغيرة تبعد قليلا عن مدينة الدريهمي. إلا أن لغما حوثيا لم يتيح له العودة ليرى زوجته وطفله الثالث، بعدما أنفجر بدراجته النارية في طريق عودته، ليفقد روحه، وأثنين من أبنائه.كان ذلك عام 2017 ، حينما سمح صوت إنفجار ضخم، مشكلا غيمة من الدخان والغبار المتصاعد من وسط الصحراء، سقط إبراهيم وطفليه أشلاء ممزقة وأختلطت لحم أجسادهم المحترقة مع بعض.كان الإنفجار قويا إلى حد أن قطع اللحم تناثرت في أرجاء واسعة من المكان، وكان على السكان ان واجهوا صعوبة في تجميعها.لحظتها كانت زوجته، ما تزال داخل عشتها التهامية المتواضعة، تنتظر عودة زوجها وأبنيها لتناول وجبة الغداء، لكن لم يصل إليها سوى نبأ وفاتهم في إنفجار لغم زرعته مليشيات الحوثي وسط الصحراء.لم يتبق لتلك المرأة اليوم سوى ذكريات أليمة، حيث تعيش حالة من الحزن على فقدان زوجها وفلذة كبديها بعدما سقطوا جميعا وهم ينشدون الحياة بحثا عن الرزق.منذ عام الفاجعة، زاد وضع تلك المرأة تعقيدا، مع اقترابها من حلول العام الثالث على الحادثة الأليمة.تقول ام أحمد والتي اكتفت بكنيتها رافضة ذكر أسمها لـ"منبر المقاومة" أن الوضع المعيشي حتم عليها الخروج والعمل في بيع فطائر الخبز، رغم المعاملة السيئة التي تلاقيها.تضيف، أن اللغم الحوثي حول حياتها إلى جحيم بعدما أفقدها زوجها وأثنين من أبنائها وجعلها في مواجهة مع مصاعب الحياة. على إمتداد الساحل الغربي لمحافظة الحديدة، من الخوخة جنوباً مروراً بالحيمة والفازة والجاح والدريهمي وصولاً إلى قرية منظر بالحديدة، يكاد لا يخلو مكان من تلك المناطق، إلا وزرعته مليشيات القتل والدمار الحوثية بالألغام المميتة، مما أدى إلى سقوط أعداد من الأبرياء بشكل مستمر.
 

ذات صلة