في الاتجاه الصحيح لصالح الانتقالي

05:39 2022/03/09

أكد المجلس الانتقالي في محضر اجتماع للجنة شؤون المفاوضات برئاسة الدكتور ناصر الخبجي (استعداد المجلس للدخول في عملية سياسية شاملة لإنهاء الحرب وإيجاد تسوية سياسية تستوعب جميع قضايا الصراع).
 
من المفارقات أن الاستعداد المعلن والمتضمن شيئا من الانفتاح والقبول بالآخر ناهيك عن (الحليف المفترض) يأتي اليوم فيما لا تزال الحملة الإعلامية غير المبررة وغير الموفقة من قبل بعض ناشطي الانتقالي ضد المقاومة الوطنية على خلفية إشهار فرع مكتبها السياسي في محافظة شبوة. وهنا السؤال: كيف سيخوض الانتقالي غمار السياسة في الطريق إلى التسوية السياسية الشاملة ما لم يكن لديه استعداد لقبول الآخر من أبناء الجنوب للعيش بحريته في الجنوب وبانتمائه السياسي السلمي الذي يؤمن به والذي قد لا يكون (المجلس الانتقالي).
 
صحيح للمجلس الانتقالي مشروعه ومؤيدون كثر من أبناء الجنوب لكنه ليس كل الجنوب، وليس بمقدور أي كيان أن يكون كل الجنوب، فحتى قبل الوحدة وفي ظل نظام الحزب الواحد لم يستطع الحزب الحاكم آنذاك أن يكون هو كل الجنوب وإلا لما شهدنا كل تلك الصراعات الأكثر دموية.
 
خلال العامين الماضيين جرت أحداث كثيرة ودامية في الجنوب حاول اتفاق الرياض وضع حد لها ونجح في حدود معينة لإبقاء النار تحت الرماد بين قطبي الاتفاق والصراع؛ المجلس الانتقالي وجماعة الإخوان المسلمين... وأبناء الجنوب هم المتصدر في كلا القطبين.
 
وليس ثمة شك أن حصر التجاذبات السياسية في الجنوب بين الانتقالي والإخوان يخدم الإخوان، لكن ذلك يتعاظم عندما يكون الحديث عن تسويات سياسية.  
 
وما يهم جماعة الإخوان -خصوم الانتقالي وشركاؤه في الحكم- اليوم بقاء الصورة التي تشتغل عليها حثيثا منذ عامين  بحيث تبدو هي كطرف يزعم تمثيله للجنوب والشمال ككل والوحدة والشرعية.. فيما ينحشر الانتقالي في الزاوية الضيقة والسيئة ككيان في الطرف الآخر.
 
جماعة الإخوان رأت في إشهار المكتب السياسي للمقاومة الوطنية في شبوة كسرا لهذه الصورة والمعادلة لذلك اشتغلت ولا تزال تشتغل مطابخها الإعلامية في محاولة استثمار هذا الحدث السياسي  لإحداث شرخ في حلف الضرورة (المقاومة والانتقالي).
 
وما صدر من ناشطي الانتقالي بهذا الخصوص قد يكون الأقل لكنه يأتي، للأسف، متسقا ومعززا لخطاب الإخوان ومليشيات الحوثي تجاه الانتقالي أكثر مما هو تجاه المقاومة الوطنية.  
 
وأمام هكذا حال لن نبالغ إذا قلنا إن إشهار المكتب السياسي للمقاومة الوطنية في شبوة شكل صدمة وضربة لمخطط الإخوان والحوثي على حد سواء.
 
ولن يجافينا الصواب إذا ما قلنا إنها خطوة في الاتجاه الصحيح لصالح الانتقالي أكثر مما هي لصالح المقاومة الوطنية أو لنقل إنها -المصلحة- بذات القدر لمكوني حلف الضرورة (المقاومة والانتقالي).