«محمد» فقد قدميه ويديه بلغم حوثي أقعده عن إعالة أطفاله السبعة

  • الساحل الغربي - خدمة
  • 01:50 2022/01/10

قصص ضحايا الألغام من الأبرياء المدنيين في اليمن على وجه الخصوص لا الحصر، تدمي القلوب وتلهب الأفئدة حسرة ولوعة. هؤلاء الناس البسطاء الذين يعيشون لتدبر لقمة أطفالهم وعائلاتهم من الزراعة وتربية الماشية وصيد الأسماك وبيع الفحم وتكسير الحجارة وغيرها، يعيشون حياة شاقة و قلة ذات يد بمعزل عن صنيع الألغام بهم، وقد جاءت علب الموت المتفجرة بنقمتها وشرها لتزيدهم بؤسا وتحول أيامهم إلى سواد حالك، دون ذنب اقترفوه.
 
والجريح محمد داود حسين واحد من هؤلاء الضحايا الذين فتح عليه لغم غادر أبواب من العذابات، حتى قال إن الوقوع في مصيدة لغم هو بمثابة جهنم من العذابات والمرارات، وفي حقيقة الأمر هو محق إلى أبعد الحدود.
فمحمد عرف مع علب الموت ألوانا من الآلام المريرة المتواصلة، فقد بات بعد الفاجعة ملازما لسرير حديدي بائس مبتور القدمين مقطع اليدين، لا يتركه هذا المضجع أبدا، تمزقه الأنات والآلام وتنهشه الحسرة وهو يرى أطفاله الصغار السبعة يحومون من حوله، يرقبونه ببئس وحيرة ولا يقدر أن يفعل شيئا لأجلهم.
محمد لا يقدر اليوم أن يوفر لأسرته ما يسد رمقها ولا يملك إلا أن يجتهد في الصبر أمام ما يمر به من محنة مريرة، وهو يقول “الكل يعتقد أن الوقوع في فخ لغم هو مأساة كبيرة وأنا مع هذا الرأي لكنني أقول أيضا إن البقاء على قيد الحياة عاجزا بعد الإصابة بلغم هو أشد مرارة من فتك لغم بك، فالعجز صعب للغاية خاصة إذا كنت رب أسرة، لكن أعود لأقول الله كريم ولا ينسى أحدا والحمد الله على كل حال”.
وأما مأساة عبد الباسط عبد الجليل، فلا تقل وطأة على ما حل بمحمد، فهو أيضا يشاطر محمد الرأي ويرى أن تركة الألغام قاسية للغاية، حيث ذكر “بعد النجاة من الحادث الملغوم ، فتحت عيناي على مشهد مر كالحنظل، ووجدت نفسي بجسم عليل عاجز وعلي ديون متراكمة ملحة وبجانبي عائلة دون معيل وأمام ناظري سيارتي وقد تحولت بعد الحادث إلى هيكل مدمر بالكامل، ولم يبق لى سوى حيرة وخوف وقلق من غد تخنقه المسؤوليات وتركة مريرة خلفها لغم غادر، ولا أملك سوى رفع عيناي لوجه الكريم الدائم ليجير عبده الضعيف هذا في مصابه الجلل.”
 

 

ذات صلة