ترسانة البارود الإيرانية في بحر الحديدة وسيناريو التفجير.. هل اقتربنا من معركة باب المندب؟

  • الحديدة/ عدن ، الساحل الغربي ، خاص
  • 01:49 2022/01/07

حشت إيران البحر الأحمر وسواحل وموانئ الحديدة بترسانة بارود، قوارب وزوارق مفخخة وألغام بحرية وموانئ مفخخة وصواريخ ومسيرات وهجمات بحرية والناقلة صافر القنبلة البحرية الأكبر في التاريخ.. وقرصنة في اللحظات الأخيرة بمضمون رسالة نار وقدح شرر في بحر من بارود.
 
تزايدت الوقائع والشواهد على توجه حوثي إيراني ، (لأسباب وعوامل مختلفة ومتزامنة .. عسكريا بالنظر إلى متغيرات كبيرة قلبت المعادلة على ذراع إيران في شبوة ومأرب وجبهات كثيرة، علاوة على حسابات ملالي إيران على صلة بالمرحلة الحرجة والأخيرة التي تشهدها محادثات النووي الإيراني في فيينا) ، لإشعال النيران ونقل المعركة إلى البحر الأحمر.
 
 
اختطاف وقرصنة مليشيا الحوثي للسفينة "روابي" التي ترفع علم دولة الإمارات العربية المتحدة الإماراتية أمام سواحل مدينة الحديدة المخاوف مجددا من التهديد الخطير الذي تمثله ذراع إيران المتقدمة على الملاحة والحركة التجارية والاقتصاد العالمي في جنوب البحر الأحمر ومضيق باب المندب (تزامنا مع هجمات صاروخية مكثفة للمليشيات الإيرانية على القوات والقواعد الأمريكية في العراق وسوريا، أعلن قائد بالحرس الثوري الإيراني يومالخميس عن تبني الهجمات وهدد بإغلاق مضيق هرمز).
 
وغير بعيد عن هذا المعطى التصعيدي/ التصاعدي، شدد التحالف العربي في اليمنمن لهجته وتحذيراته، كما يكشف التحالف يوم السبت أدلة على الاستخدام العسكري لمينائي الحديدة والصليف بعد أن أعلن عن انطلاق عمليات قرصنة من المينائين المشمولين باتفاق ستوكهولم.
 
تطابقت التحليلات والتحذيرات العربية والإقليمية والدولية حول هدف إيراني بات ييتحرك عمليا وبسرعة للإمساك بخناف المنطقة والإقليم بالسيطرة على باب المندب وغلق البحر الأحمر، وتكرار سيناريو مضيق هرمز والخليج العربي.
 
 
ويعد اختطاف السفينة التي تحمل علم الإمارات مؤشراً خطيراً على إصرار مليشيا إيران الحوثية على تهديد الملاحة في مضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر، وإثارة القلاقل في المنطقة، ما يستدعي التحرك لردع أي تهديدات إزاء تلك القرصنة البحرية التي تشكل سابقة وانتهاكاً خطيراً للقانون الدولي.
 
هدف إيران... الخميني
 
ومنذ الثورة الخمينية كان التواجد في البحر الأحمر، أحد الأهداف التي سعت إيران لتحقيقها كنقطة ارتكاز مهمة في استراتيجية طهران، فضلا عن الرغبة في التحكم بأهم الممرات الدولية، وتهديد طريق التجارة العالمية.
 
وتهدف إيران من دعم أدواتها الإرهابية في اليمن، إلى تحقيق مشروعها في المنطقة من خلالهم، حيث تقوم بتزويدهم ببيانات استهداف السفن وقرصنتها من خلال سفنها الراسية جنوب البحر الأحمر والتي يستغلها الحرس الثوري لأغراض استطلاعية وعسكرية، ما يعد تهديدا خطيرا للملاحة الدولية والتجارة العالمية ولأمن البحر الأحمر.
 
 
وتسيطر المليشيا المدعومة من إيران على أكثر من 300 كليومتر من السواحل اليمنية غالبيتها في محافظة الحديدة التي تتخذها المليشيا وإيران نقطة انطلاق لهجماتها البحرية.
 
 
ويشكل البحر الأحمر عصب التجارة العالمي، حيث يقدر حجم التجارة التي تمر عبره بـ700 مليار دولار سنويا، كما يبلغ عدد السفن التي تمر من خلاله سنويا بأكثر من 20 ألف سفينة.
 
وتعتمد الدول الأوروبية على هذا الممر لنقل نحو 60 في المئة من احتياجاتها للطاقة، كما تنقل الولايات المتحدة عبره نحو 25 في المئة من احتياجاتها النفطية.
 
واعتبر خبراء استراتيجيون أن اختطاف وقرصنة سفينة الشحن "روابي" التي ترفع علم الإمارات قبالة سواحل مدينة الحديدة، يمثل تهديدا خطيرا للملاحة الدولية والتجارة العالمية في منطقة باب المندب، وانتهاكا للقانون الدولي وتهديدا لأمن المياه الإقليمية، وهو ما يستدعي تكاتفا عربيا للوقوف صفا واحدا ضد التهديدات الإرهابية الإيرانية في المياه الإقليمية.
 
 
تهديدات وهجمات بحرية وقرصنة
 
منذ توقيع اتفاق ستوكهولم وإيقاف العملية العسكرية الواسعة لتحرير مدينة الحديدة في ديسمبر/كانون الأول 2018 أفشل التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن أكثر من 100 هجوم بحري لمليشيا الحوثي ضد سفن شحن وناقلات نفطية وسفن ذات مهام مدنية.
 
وكان الصريع صالح الصماد رئيس ما يسمى المجلس السياسي للمليشيا، هدد قبل ذلك أثناء اجتماع مع نائب مبعوث الأمم المتحدة لليمن معين شريم في صنعاء، بقطع الملاحة في البحر الأحمر في حال واصلت القوات المشتركة العمليات باتجاه الحديدة.
 
 
جاء التهديد بعد أقل من عام على تهديد آخر بتحويل البحر الأحمر إلى «ساحة حرب»، ففي يوليو/ تموز 2017 قال الحوثيون في بيان لهم إنهم سيحولون «البحر الأحمر إلى ساحة حرب».. ذلك بعد يوم من استهدافهم ميناء المخا بواسطة قارب مسير محمل بالمتفجرات، اصطدم بالرصيف البحري للميناء، بالقرب من مجموعة من السفن الراسية، لكن من دون وقوع أضرار أو إصابات في الأرواح.
 
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، أعلن التحالف إحباط عمل وشيك كانت الميليشيا تعده لاستهداف الملاحة في البحر الأحمر.
 
وفي 30 يوليو / تموز 2021 أحبط التحالف محاولة هجوم بطائرة مسيرة على سفينة تجارية سعودية في جنوب البحر الأحمر.
 
وفي 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 احتجزت مليشيا الحوثي سفينة سعودية صغيرة وزورق سحب يحمل علم كوريا الجنوبية ضمن عملياتها الممنهجة في قرصنة سفن الشحن.
 
 
 
وفي فبراير/ شباط 2020 قامت مليشيا الحوثي بقرصنة عبارة عمانية تعرف بـ"الراهية" إثر جنوحها بسبب الرياح إلى جزيرة صغيرة واقعة تحت سيطرة الانقلابيين قبالة سواحل الحديدة، حيث اعتقلت المليشيا طاقم السفينة المؤلف من 20 بحارا من الجنسية المصرية والهندية لأكثر من عام، ووضعت المليشيا العبارة تحت التصرف العسكري لتموين عناصرها.
 
زوارق مفخخة بمواصفات إيرانية
 
عملت طهران على تزويد أدواتها الإرهابية في اليمن، بالقوارب المفخخة ذات القيادة الذاتية التي يتم توجيهها عن بعد، ووفرت الخبراء ووسائل التدريب، كما قامت المليشيا بإعادة تفخيخ القوارب الحديثة التي تم مصادرتها من الصيادين بالمتفجرات.
 
وخلال النصف الثاني من عام 2020، تزايدت هجمات الحوثيين على السفن بالزوارق المفخخة بالبحر الأحمر.
 
وفي ديسمبر / كانون الأول 2021 أعلنت شركة "هافينا" للشحن أن ناقلة النفط المشغلة لها "بي دبليو راين" تعرضت لهجوم من مصدر خارجي قبالة ميناء جدة.
 
 
كما قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، إن سفينة تابعة لها تعرضت لهجوم قبالة سواحل اليمن، ولم توضح طبيعته، ولا الجهة التي تقف وراءه.
 
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2021 قالت شركة يونانية، إن انفجاراً ألحق أضراراً بناقلة تشغلها في مرفأ سعودي مع الحدود اليمنية بالبحر الأحمر، ووصفه تحالف دعم الشرعية بـ"هجوم إرهابي محبط بواسطة زورق من دون ربان محمل بالمتفجرات".
 
كما أعلن التحالف العربي في الشهر ذاته، أنه اعترض ودمر قاربين ملغومين جنوب البحر الأحمر أطلقتهما مليشيا الحوثي من محافظة الحديدة.
 
وحدد التحالف العربي مطلع العام المنصرم 2021، موقعا لورشة خاصة بتجهيز وتفخيخ القوارب التي تستخدمها مليشيا الحوثي قرب مدينة اللحية شمال مدينة الحديدة، يشرف على إدارته خبراء إيرانيون، حيث اتخذت المليشيا مرسى خاصا بقوارب الصيد في بلدة "العلوي"، وهي بلدة معزولة كثيفة الأشجار، كمركز صيانة وتجهيز للقوارب المفخخة التي تستخدمها لتهديد حركة السفن التجارية في البحر الأحمر.
 
 
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2021 أعلن التحالف العربي عن إحباطه هجمات تستهدف خطوط الملاحة الدولية، عبر قصف معمل لتجميع وتفخيخ الزوارق بمعسكر الجبانة الساحلي بمحافظة الحديدة. وتم تدمير أربعة زوارق مفخخة تم تجهيزها لتنفيذ عمليات إرهابية، ليصل مجموع الزوارق التي دمرت 91 زورقا.
 
الألغام البحرية
 
تواصل مليشيا الحوثي تهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخارجه عبر زرعها ألغام إيرانية الصنع في المياه الإقليمية، وباتت الألغام البحرية تشكل خطراً كبيراً يواجهه آلاف الصيادين، بالإضافة إلى تهديدها الملاحة الدولية وخطوط التجارة وإمدادات النفط العالمية.
 
ومتذ العام 2015 نشرت المليشيا الإرهابية مئات الألغام البحرية في المياه الإقليمية بالبحر الأحمر، وعلى امتداد الساحل الغربي من محافظة الحديدة وصولاً إلى المخا والجزر المتناثرة على الشريط الساحلي والقريبة من الممر الدولي وممر باب المندب الاستراتيجي وخليج عدن.
 
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2021 انفجر لغم بحري بسفينة تجارية في البحر الأحمر. وقال التحالف العربي إن أضراراً طفيفة أصابت مقدمة السفينة دون أن تحدث خسائر بشرية. 
 
 
وفي يونيو/حزيران 2021 اكتشفت القوات المشتركة في الساحل الغربي شبكة ألغام بحرية جنوب جزيرة حنيش الكبرى في جنوب البحر الأحمر بالقرب من باب المندب.
 
كما فككت فرق هندسية بالقوات المشتركة شبكتين من الألغام البحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، حيث فككت رأسين حربيين صاروخيين وعشرات الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها مليشيا الحوثي في المنطقة الساحلية بمديرية الدريهمي جنوب مدينة الحديدة.
 
وأكد مصدر أمني أن مليشيا الحوثي زرعت شبكة الألغام التي اكتشفتها القوات المشتركة قبالة سواحل مدينة الخوخة، مضيفا إن الألغام راسية في قاع البحر على بعد 450 مترا من الشاطئ.
 
وتسببت الألغام البحرية التي يزرعها الحوثيون بمقتل مئات الصيادين في الساحل الغربي، كما أدت إلى توقف حركة الصيد في العديد من المناطق الساحلية التي ليس لسكانها سوى هذه المهنة للعيش منها.
ويقول المحللون، إن هذه الألغام تعد أهم الأسلحة لدى الحرس الثوري الإيراني، والهدف من زراعتها هو تهديد الملاحة الدولية وفي الوقت نفسه ابتزاز المجتمع الدولي.
 
ووصل عدد الألغام التي تم تفكيكها خلال الأشهر الأخيرة إلى 200 لغم بحري إيراني الصنع من نوع صدف في جنوب البحر الأحمر.
 
وقال تقرير خبراء الأمم المتحدة في اليمن، إن استخدام الألغام أدى إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي للسكان بالمناطق الساحلية، وأشار إلى منعها الصيادين من الوصول إلى المناطق الساحلية للصيد، لا سيما في الحديدة.

ذات صلة