اتهمت شقيقة الصحافي الاستقصائي محمد العبسي، مليشيات الحوثي، بعدم التحقيق في جريمة اغتياله رغم توافر الأدلة ومرور خمس سنوات على الجريمة.

 

وقالت قبول العبسي، في تغريدة على تويتر، "‏مرت خمسة أعوام على عملية اغتيال شقيقي الصحفي اليمني الشهيد محمد عبده العبسي، ولم يكن هناك أي محاسبة أو مطالبة حقيقية بالتحقيق ومحاسبة الجناة رغم توفر الكثير من الأدلة الواضحة".

 

رحل العبسي مساء الثلاثاء 20 ديسمبر/كانون أول 2016م،  في ظروف غامضة بعد عودته من تناول وجبة العشاء في أحد مطاعم صنعاء الخاضعة للحوثيين.

 

في 25 كانون الثاني/ يناير 2019، كشفت لجنة الخبراء التابعة لمجلس الأمن الدولي عن أن العبسي كان يعمل على تحقيقات استقصائية تتبع النشاط المالي لقادة حوثيين وامتلاكهم شركات نفطية عملاقة يتم عبرها استيراد النفط، وأن الأموال الناجمة عن ذلك تمثل مورداً ضخماً لهم ولأشخاص وردت أسماؤهم ضمن قائمة العقوبات الدولية.

 

قبل أن تفيد اللجنة ذاتها في فبراير من العام ذاته "بأنها لاحظت حدوث جريمة قتل راح ضحيتها الصحافي محمد عبده العبسي".

 

وقد أظهرت نتائج تقرير الطب الشرعي الذي أكد وجود نسبة عالية من أول أوكسيد الكربون في الدم، وتقرير لجنة الخبراء الذي أشار إلى أن الوفاة لم تكن طبيعية، فقد مات الرجل مسموماً.

 

ووفقاً لموقع "درج"، تلقى العبسي في الأيام الأخيرة من حياته تهديدات كثيرة وأطلع عليها عددا من زملائه وأصدقائه.

 

ونقل "درج" عن أحد زملاء العبسي الصحافيين قوله "إن محمد أخبره في رسائل أنه يعمل على تحقيقات حول سيطرة القيادي الحوثي والناطق باسم الجماعة محمد عبد السلام فليته على سوق النفط في اليمن، وأنه تلقى تهديدات كبيرة لإيقاف العمل على تلك التحقيقات وإلا فإن نهايته قريبة".

 

وتكشف قبول العبسي عن أنه "في يوم من الأيام زارته مجموعة من قيادات الحوثيين إلى المنزل، واتهمته بأنه يعمل ضد الجماعة عبر التقارير وعقد اجتماعات مشبوهة في منزله".

 

وقال موقع "درج"، إنه حصل على رسائل للعبسي، كان يطالب بها "نجل توفيق عبد الرحيم، تاجر النفط المعروف في اليمن، وثائق تكشف تدخل الحوثيين في تجارة النفط وعلاقتهم بها".

 

"لم يكن العبسي يعلم أن تلك الرسائل تذهب إلى الحوثيين ولم يكن يعلم أن نجل عبد الرحيم معتقل لدى الحوثيين، حين أرسلها. كان الحوثيون اطلعوا على ما يريده العبسي وما يخطط له وماهية تحقيقه المقبل". أضاف الموقع.

 

كما تؤكد الصحافية وداد البدوي، أنها التقت بمحمد قبل مقتله بأيام و"كان خائفاً وأخبرها في لقائهما أن المصدر الذي يمده بالمعلومات والوثائق، في إشارة إلى نجل رجل الأعمال توفيق عبد الرحيم، تم اعتقاله، وأن الجهة التي اعتقلته اطلعت على الرسائل والاتصالات بينهما، وأصبح هؤلاء أقرب إليه من أي فترة".