05:20 2021/12/15
العصبوية الفارسية.. حقد أزلي على اليمن والعرب
01:07 2021/12/26
يعتبر التطلع الفارسي طويل المدى، للانتقام من اليمنيين خاصة والعرب عامة، والذي ظهرت معالمه الأولى قبل ما يزيد عن ١٥٠٠ عام حتى اليوم، هو الأكثر سعياً اليوم لتحقيقه من قبل العمائم السود، بكل حقد وتنكيل بل وفجور بحق الإنسان العربي من بين مختلف الصراعات البشرية.
لم يكن كل ذلك الحقد والانتقام نتيجة لتدمير امبراطورية فارس في عهد الخليفة عمر بن الخطاب فحسب، لكن جذوره تمتد إلى عصر ملوك الدولة الحميرية ـ أو ما يسمها البعض بمملكة التبابعة الثانية، الذين كسروا طموحات كل كسرى فارسي حاول الدخول بقواته في أرضهم الممتدة إلى ساحل عمان ـ الخليج العربي الذي تريد إيران أن تسميه اليوم بالخليج الفارسي ـ أو الصحراء العربية بقبائلها العريقة والتي كانت تحت حمايتهم، وقد وصل الأمر بالحميريين إلى غزو فارس وتأديبهم في عقر دارهم حتى ألزموهم بالخنوع وعدم التطلع والتدخل في أرض العرب، ولم تأت خيانة الفرس بالملك الحميري سيف بن ذيزن الذي تحالف معهم ضد أعدائه وأعدائهم الأحباش الذين كانوا سيغزون أرض فارس لا محالة لو تمكنوا من إخضاع العرب إلا نتيجة أحقادهم الدفينة على من سبقوه من ملوك حمير الذين قهروهم قبل ذلك وكسروا طموحاتهم ونكلوا بهم أيما تنكيل.
لقد سعى الفرس بعد ذلك إلى تدمير أي نهضة صاعدة للعرب المتوحدين عن طريق التفريق بينهم خصوصاً بعد الاسلام بواسطة إدخال خرافات التطييف والتشيع ودس المشاحنات بأساليب وتقاليد لم تكن موجودة فيهم من قبل، بعد قولبتها وطباختها في طبرستان والديلم، لعلمهم بمدى ارتباط العرب منذ قديم الزمان ارتباطا مباشرا بالديانات السماوية المختلفة، وقد عرفوا أنه لا سلاح يفتت قواهم الناشئة وعزائمهم الملتهبة من ابتكار سلاح روحاني اثخنت من خلاله إيران بتفريقهم وتمزيقهم، لتستغل ذلك بدخول كهنتها المباشر إلى درجة محاولاتهم طمس الهوية العربية واليمنية بمختلف الاساليب الناعمة منها قبل الحربية، وبعد ان زرعت لها اذرع واذيال من الطبريين المتعربين بواسطة التلبس او مصاهرة من استطاعوا خديعتهم وجرهم إلى مربعهم بدعوى انهم سلالة الولاية الإمامية، فأقدمت بعد ذلك على المجازفة بالسير في عدة مغامرات وبعدة محاولات فارسية لاحتلال الجزيرة العربية لكنها باءت بالفشل.
وبهلاك حسن إيرلو، ومصرع سليماني الذي طال عويلهم عليه قبله في العراق، وتجنيد إيران للكثير من كلابها تحت مسميات تدغدغ بها عواطف المجهلين في المجتمع العربي مثل ” فيالق القدس ” منذ سبعينات القرن المنصرم، و“حرس لبنان ” ثم “حزب الله ” في مطلع الثمانينيات، وفيلق “محمد رسول الله ” في سوريا و”انصار الله الحوثيين” الذي هو فيلق الانقلاب والتمرد الحوثي منذ مطلع التسعينيات، وغيرها من المسميات التي أسقطت بها لاحقا جنوب لبنان والعراق وسوريا، ثم بعد ذلك صنعاء، وهو التدخل الإيراني الذي رفضته الشعوب العربية، وما زالت تواجه صلفه بكل ثبات حتى اليوم، ما يوحي ويعني أن المعركة أصبحت فارسية عربية واضحة المعالم.
من يعتقد أنه سينجو من لهيبها داخلياً ـ يمنيا ًـ أو خارجيا ًـ عربياً ـ فهو واهم، ولا يمتلك مقدار ذرة من الشعور بالخطر الامني بعد اليوم.
ومن يرتمي في حضن إيران نكاية بعد خصام رخيص فلا يلوم إلا نفسه عندما يعود إليه شعوره مغتصبا وقد نُهبت املاكه وطرد من بلاده إذا لم يقتل.
إن مقتل المجرم حسن إيرلو الذي اثبت الإيرانيون رسميا أو بعويلهم في جنازته وبعد دفنه أنه كان مُهماً لديهم، بل أكبر من ما توقعه العرب جميعا إذ اعتبروه مجرد سفير أو مشرف مليشاوي إلا ناقوس خطر يتهدد الجميع، خاصة بعد أن يعود المتابع إلى تصريحات المدعو يحيى بدر الدين الحوثي أثناء ما كان هاربا في ألمانيا ان طريقهم في الحرب لن يتوقف في صنعاء وإنما مكة وجدة والقدس حسب هرطقاته التي سخر منها الكثير ولم يكن يتوقع إلا ربما القليل أنه كلام مسؤول في تنظيم دولي هو الأكثر إرهابا من غيره، ولا مجال للنجاة بغير اختيار المترس الذي تقاتل فيه ومن خلاله دفاعا عن حريتك وهويتك وكرامتك ومستقبل أجيالك يا عربي.