"كورونا جوية" قاتلة أجهزت على "إيرلو"

  • صنعاء، الساحل الغربي، محمد عبدالقوي:
  • 08:05 2021/12/25

لم يكن إعلان مليشيا الحوثي، مطلع الأسبوع الجاري، عن إصابة حسن إيرلو سفير الملالي لدى الحوثيين بفيروس كورونا، واستجداء التحالف العربي لدعم الشرعية الذي تقوده السعودية، للسماح بنقل الضابط الإيراني إلى طهران لتلقي العلاج، لم يكن ذلك سوى حركة سياسية لا معنى لها من الناحية الإنسانية، فلا يمكن تصديق قول الحوثيين بإصابة مندوب طهران بفيروس كورونا الذي لا تعترف المليشيا به أساساً في مناطق سيطرتها، إضافة إلى أنه بالإمكان توفير رعاية صحية له في صنعاء مع توفر اللقاحات للفيروس.
 
المؤكد، وفقا لروايات وإفادات متطابقة وشواهد لاحقة أن ضابط الحرس الثوري قد لقى حتفه إثر غارة لطائرات التحالف العربي، وذلك ما تكتمت عن إعلانه طهران وأذيالها الحوثيون، ليتم نقل جثة "ايرلو" على طائرة عراقية، قبل أن تعلن وزارة الخارجية الإيرانية، الثلاثاء، وفاته جراء تأثره بالإصابة بفيروس كورونا.
 
ولإضفاء المصداقية على ما أعلنته طهران سابقاً عن إصابة مندوبها في صنعاء بكورونا، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، أن إيرلو توفي متأثرًا بإصابته بالفيروس بسبب "تأخر بعض الدول في التعاون لنقله وهو ما سبّب عودته في ظروف صحية غير مناسبة أدت لوفاته".
 
وخلال الأسابيع الماضية كثف التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة السعودية غاراته الجوية في اليمن بعدما وصلت جهود الولايات المتحدة والأمم المتحدة لإقناع الحوثيين بوقف إطلاق النار إلى طريق شبه مسدود، وبدأت المملكة استهداف المستشارين الإيرانيين وأعضاء حزب الله، الذين يعملون إلى جانب مليشيا الحوثي ويصرون على السيطرة على مأرب، حيث تعتبر طهران معركة مأرب معركة حاسمة في الحرب، وقد أدت تلك الغارات الجوية إلى مقتل خمسة من ضباط الحرس الثوري الإيراني، من المرجح أن "ايرلو" كان من ضمنهم، كما أدت الغارات إلى مقتل أربعة من أفراد حزب الله اللبناني.
وهذا ما أكدته صحيفة "كيهان" الإيرانية المعارضة، نقلا عن مصادر وصفتها بالمطلعة، قالت إن "حسن إيرلو أصيب بجروح بقصف للتحالف في مناطق الصراع مع الحوثيين، وإن مغادرته اليمن للعلاج جراء إصابته بفيروس كورونا مجرد أخبار كاذبة". 
 
ودللت الصحيفة، التي تصدر من لندن، بما ذكره الإعلام الإيراني في أبريل/ نيسان الماضي بعد نشر نبأ مقتل قائدين في فيلق القدس الإيراني بسبب "كورونا" و"اضطراب في القلب"، لكن اتضح فيما بعد أنهما "قتلا بغارة إسرائيلية في سوريا".
 
وخلال العامين الماضيين عمدت إيران وأذيالها في المنطقة إلى توجيه التهمة لفيروس "كورونا" في مصرع عدد من قياداتها، كما جعلت مليشيا الحوثي من الفيروس حجة للتغطية على أسباب الوفيات الغامضة، التي طالت مؤخرا العديد من قيادات الصف الأول للجماعة الانقلابية الذين قضوا إثر غارات لطائرات التحالف العربي، أو في إطار التصفيات البينية داخل المليشيا الإرهابية.
 
ووصل إيرلو كمندوب للملالي لدى الحوثيين بعد تهريبه إلى داخل اليمن في أكتوبر / تشرين الأول 2020 عبر طرق عدة، لكن مصادر أكدت أنه كان موجوداً منذ الانقلاب ودخل بطائرة إيرانية إلى صنعاء قبل أيام من انطلاق عاصفة الحزم.

ذات صلة