بوادر انفراج في أفق الأزمة خيمت في الخرطوم كما في عواصم غربية وتسارعت مؤشرات الحلحلة غداة بيان رباعي انضمت فيه السعودية والإمارات إلى الولايات المتحدة وبريطانيا في الدعوة إلى عودة الحياة والحكومة المدنية وصون السلام وهو الأمر الذي مثل تحولا جوهريا بالنظر إلى العلاقات الوطيدة بين القطبين الخليجيين والأطراف السودانية سيما قيادة الجيش، وأقر المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي بدور الإمارات العربية المتحدة، كما نوه بانضباط قوات الجيش ومرور التظاهرة المليونية بسلام فيما كانت واشنطن تخشى وقوع "حمام دم".

 

بينما تحدثت أنباء عن حكومة مدنية قيد الإسراع في إنجازها، قالت مصادر رسمية سودانية، الخميس، إن الإعلان عن تشكيل مجلس سيادة جديد مؤلف من 14 عضواً سيكون قريباً. وتواترت مواقف وإفادات بحصيلة ارتياح تجاه تفكيك صاعق أزمة ذهبت المخاوف إلى التحذير من تداعياتها، والانعطافة الأهم تمثلت في دور ودخول المؤثر الإيجابي للقطبين الخليجيين على خط الحلحلة وتحجيم التصعيد الأجنبي والدولي تجاه الخرطوم ولدى القيادات السودانية لتقريب وجهات الحل

 

في الصدد أجرى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الخميس، اتصالا هاتفيا مع الفريق الركن عبد الفتاح البرهان، قائد القوات المسلحة السودانية. وأفاد بيان صادر عن مكتب المتحدث باسم الأمين العام بأن السيد غوتيريش شجع التطورات بشأن كافة الجهود المبذولة لحل الأزمة السياسية في السودان، والإسراع بإعادة النظام الدستوري والعملية الانتقالية في السودان.

 

وأبلغت المصادر وكالة «رويترز» للأنباء بأن هناك وزراء ومسؤولين ما زالوا قيد الاعتقال بسبب قضايا جنائية بحقهم، وذلك بعد قرار قائد الجيش عبد الفتاح البرهان الإفراج عن أربعة سياسيين مدنيين في وقت سابق اليوم.

 

وأبدت المصادر أملها في أن تسفر المحادثات الجارية مع رئيس الوزراء المعزول عبد الله حمدوك عن خطوات إيجابية، وقالت مصادر قريبة من حمدوك إنه تم إحراز تقدم في المحادثات مع العسكريين.

 

صرح توت غولواك، مستشار رئيس جنوب السودان لبي بي سي بأنه "من المتوقع أن يلتقي البرهان بحمدوك خلال الأيام القليلة المقبلة لإجراء مشاورات في الأزمة السياسية التي تعصف بالبلد منذ الانقلاب العسكري".

 

وأضاف غولواك وهو أحد الوسطاء بين البرهان وحمدوك إن "كلا الرجلين أبديا موافقة على اللقاء متوقعا أن يسهم هذا الاجتماع في تقريب وجهات النظر بين الجانبين".

 

وفي ذات السياق، قال مكتب البرهان إنه اتفق مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في اتصال هاتفي، اليوم، على الإسراع في تشكيل حكومة للسودان.

 

وجاء في بيان صدر بعد اتصال بلينكن بالبرهان «أمّن الطرفان على ضرورة الحفاظ على مسار الانتقال الديمقراطي وضرورة إكمال هياكل لالحكومة الانتقالية والإسراع في تشكيل الحكومة».

 

وكان القائد العام للقوات المسلحة السودانية أصدر قراراً، الخميس، بالإفراج عن أربعة وزراء احتجزوا إثر الانقلاب العسكري الشهر الماضي، في وقت يتصاعد الضغط الدولي لاستئناف مسار الانتقال الديمقراطي، وجاء قرار البرهان بعيد إعلان الجيش أن «تشكيل الحكومة بات وشيكاً».