الوطن في حقيبة الدبلوماسية

01:20 2021/10/27

[ غادرتنا الشاعرة والأديبة والإنسانة اليمنية الاستثنائية بمرض السرطان، رحمها الله. نستعيد بعضا من نصوصها تخليدا لذكراها.]
 
إني بسوط اليأس أجلِدُ أضْلُعي  
 وأصبُّ قلبي في العميق القانِي
 
*
إني ذبحت العمر باسم مروءتي  
 لِـيلين قلبُ الصخر تحت بناني 
 
 
*
 
إني ملأت إلى النخاع تهاوني  
 فنمَتْ حقول الشوك في وجداني 
 
 
*
 
إني بمحصول الضياع أشدُّ من  
 ندم إلى ندمي إلى توهاني
 
 
وأجوب أصقاع السراب بعِلَّتي  
 وأضمد الأحزان بالأحزان
 
 
*
 
إني عصبت على عيون عواطفي  
 بدموعيَ الدموية الألوان 
 
 
*
 
لابأس إن عصف الزمان بواحتي  
 وتكسرت روحي على أغصاني 
 
 
*
 
لابأس إن طرد المكان شهامتي  
 لألوذ من سجني إلى سجَّاني
 
 
*
 
لابأس إن قامت عليَّ قيامتي  
 ونجوت من نفسي إلى الشيطان 
 
 
*
 
لابأس إن سمع الوجود بمحنتي  
 فعقيم صوتي لم يلد سلطاني
 
 
*
 
وطني الشقيّ من الوريد عشقته  
 حتى الوريد حفظته فرماني
 
 
*
 
فرض الرحيل إلى مراتع غُربتي  
 ما أصعب التشريد في أوطاني
 
 
*
 
ياربما فتح الضياع نوافذي  
 لأرى الغريب يسوقني لأواني
 
 
*
 
ياربما أرتاب من إقباله 
 نحوي وقد ألقاه بالأحضان
 
 
*
 
ولربما يجْتثُّني من تُربتي  
 ويعيد غرسي خارجَ الأذهان
 
 
*
 
قدري الغريب فليس لي أهل ولا  
 أَبَوان أو ما يقتضي عصياني
 
 
*
 
أبدا فلا ذكرى أعود للَعْقها  
 فلقد محاها العار من جدراني
 
 
*
 
أبداً ولا وطن أحنّ لفقْده  
 إذ إنه السرطان في جثماني 
 
 
*
 
فقد انتهى بحقيبة مرهونة  
 بسياسة التطبيع والغفران  
 
*
 
أبدا فلا حب أتوق لظله  
 يوماً, فقد بات الشريك (أناني) 
 
 
*
 
أبدا فقد ودعت كل مواقفي  
 وتركت كلَّ عقائد الفرسان  
 
 
*
فبأول الدرب الطويل قضيّتي  
 وبآخر الدرب الطويل هواني
 
 
ها قد كتبت إلى الحبيب وصيتي  
 وصرخت ملء بكائه بحناني
 
 
فُرِضَ الرحيلُ فإن وصلت محطتي  
 اجلس على ذل الرصيف مكاني
 
 
اقرأ :