في موزع..

  • عبدالسلام القيسي
  • 10:30 2021/09/22

وأنت في موزع حدِّث الناس والجماهير عن تلك البلدة التي تختبئ كالزئبق، حدِّث الرجال عن رجال موزع الذين كانوا هم الألى في التحرير وصلب حرية الساحل كتفاً بكتف مع الحراس، وحدث الحراس عن موزع التي تحبهم، وحدث الطارق عن موزع التي تراه الأمل النبيل والجميل، وحدّث نفسك عن بلاد تشبهك وعن بلاد لها صوت ولا تخاف، تخيف!
 
كنت بالأمس في موزع، السهل الممتد بالماء الآتي من الجبال، والمساحة المنشرحة كصدور الأنبياء، فلها فساحتهم، وهي بلدة فيها بدأت ومنها تعالت فكرة التبابعة للمشي على الماء ومنها نفذت أول السفن، وكان ميناء المخا قبل تسميتها موكا له اسم حميري اسمه موزع.
 
الجديرون بالفداء فالكلمة تليق بهم، يهبون أرواحهم ويعودون دون مَنٍّ أو طلب لمربح. 
 
كانت أفئدتهم تحترق، على شهداء تهامة، لم يصمتوا وجلجلوا بصيحاتهم أن عبدالملك لن ينجو بفعلته، وشدتني زيارتي لتلمس ملامح البلاد الأصيلة وتشامخت حواسي أن للحراس حراساً في موزع، وللقائد رجالاً، فهم الرجال.
 

ذات صلة