حاسّةُ الكرامة

03:29 2021/09/14

لقد التحمنا مع روح شعبنا وجروحه - وحتى وهو جريحٌ وفاقد للوعي فإننا لم نفقد وعينا به وإحساسنا به وبجراحه المتعددة والمتنوعة والتي كان أبلغها وأعمقها جرح الكرامة وطعنتها البليغة التي تتوغل في أعماقه بعمق ألف ومائتي عام .
 
وحتى الذين يتم تعبئتهم ضدنا من فاقدي الوعي الذين لا يشعرون بنا ولا بما يُحرّقنا عليهم نحن نشعر بهم ونتألم لهم ولفقدهم الإحساس بأبيهم اليمن وبإخوانهم اليمنيين .
 
إن الحواسّ الخمس قد تكفي الآدميَّ ليأكل ويشرب ويعيش ولكن مليون حاسّةٍ من هذا النوع لا تكفيه ولا تغنيه ولا تُقنيهِ إذا فقد حاسّةً واحدةً يظل فقيراً إليها ما عاش هي حاسّةُ الكرامة .
 
إنّ اليمني الذي ليس له إحساسٌ بألف عامٍ من الكرامة التي امتهنها دجاجلة الغزوِ الهاشمي من عمُرِ اليمن أرضاً وإنساناً - هذا اليمنيُّ المفترَضُ أو المحسوب علينا يمنيّاً هو في الحقيقة نتاجٌ لعادمِ التربيات المتراكمة من الإمتهان والشيئية التي دمغت تكوينه النفسي والذهني بما سلبه وعيه بذاته كبشر له كرامة ونسبةٌ واعتبار .
 
إننا هنا أمام عبوةٍ مكدسة من اللحم والدم والعظم ولكنها فارغة من المعنى ومن الوعي والشعور بكرامة الإنتماء .
 
في الحقيقة أننا هنا أمام هذه الحالة النشاز من الكائنات أمام نسخةٍ لاغيةٍ من البشر ، نسخةٍ تم إلغاؤها قبل أن تولد وأصرت أن تظل ملغاةً حتى بعد أن تموت .