ديفيد غردنر: تعلموا عدم الاعتماد على الولايات المتحدة!

  • الساحل الغربي، أمجد قرشي:
  • 04:05 2021/09/07

● في منطقة تم تعليمها للتو درسا آخر في عدم موثوقية الولايات المتحدة، سيكون من المفيد أن تستكشف واشنطن قوة المصلحة الذاتية للآخرين.
● عدم الموثوقية الأمريكية دفعت القادة في جميع أنحاء الشرق الأوسط إلى بدء حوار يهدف إلى الانفراج، بدلا من الاعتماد على الأطراف الخارجية".
 
برأي ديفيد غردنر، محرر الشؤون الدولية بصحيفة الفايننشال تايمز، فإن "قادة الشرق الأوسط تعلموا عدم الاعتماد على الولايات المتحدة" عطفا على الحدث الأفغاني، كما عرض في مقال حمل العنوان نفسه.
 
يقول الكاتب إن "كارثة الولايات المتحدة والغرب في أفغانستان تدق ناقوس الخطر من شرق أوكرانيا إلى مضيق تايوان .. لكن في الشرق الأوسط، ساحة الغزوات الأنغلو - أمريكية المتسلسلة، كان رد فعل القادة على استسلام الولايات المتحدة متحفظا. لقد بدا بالفعل للحلفاء والخصوم على حد سواء، أنهم لا يستطيعون الاعتماد على الولايات المتحدة".
 
ويضيف "أظهر الغزو والاحتلال بقيادة الولايات المتحدة للعراق عام 2003 حدود قوة أمريكا وعدم قدرتها على تشكيل الجغرافيا السياسية في المنطقة".
ويرى الكاتب أن "عدم الموثوقية الأمريكية دفعت القادة في جميع أنحاء الشرق الأوسط إلى بدء حوار يهدف إلى الانفراج، بدلا من الاعتماد على الأطراف الخارجية".
 
هجوم أرامكو
 
ويوضح الكاتب في هذه النقطة أن "دونالد ترامب كان يتجه بالفعل بشكل فوضوي نحو الخروج من سوريا والعراق عندما أبرم، في فبراير/شباط من العام الماضي، اتفاق الانسحاب مع طالبان، مما أدى إلى تقويض الحكومة الأفغانية التي لم يكلف نفسه عناء التشاور معها.
 
مضيفا، الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لحلفاء الولايات المتحدة، رفض ترامب تقديم المساعدة للسعودية بعد أن هجوم إيران المدمر بطائرة بدون طيار وصواريخ على شركة أرامكو السعودية في عام 2019".
 
وينقل الكاتب عن وزير خارجية عربي "مخضرم"، ملاحظته أن"المشكلة الأساسية هي اعتماد العرب على الأجانب، وبعد ذلك، عندما يغير الأجانب سياساتهم، نكون ضائعين".
 
متغيرات
 
والآن، وفق الكاتب، "يحاول القادة العرب استباق موجة الأحداث قبل أن تنهار عليهم. الأعداء يتحدثون مع بعضهم البعض. بدأت إيران والسعودية، على خلاف من اليمن إلى سوريا والعراق إلى لبنان، الاجتماع في أبريل/نيسان. تحاول الإمارات العربية المتحدة ومصر، على طرفي نقيض لتركيا وقطر في الحرب الأهلية الليبية، إصلاح العلاقات. العراق، الذي يكافح من أجل البقاء كدولة موحدة، استضاف يوم الأحد الماضي قمة جمعت خصوم المنطقة".
 
بايدن - إيران
 
لكن الكاتب يعتبر أنه "يتعين على بايدن الآن إيجاد طريقة لمنع الكارثة الأفغانية من زيادة جرأة إيران. ساعدت السياسة الأمريكية طهران في بناء محور عبر الأراضي العربية منذ غزو العراق".
 
ويلفت إلى أن أحد أهداف بايدن الرئيسية يتمثل "في إحياء اتفاق ضبط النفس لعام 2015 الذي وقعته إيران مع الولايات المتحدة وخمس قوى عالمية، والذي انسحب منه ترامب من جانب واحد في عام 2018. وتريد الولايات المتحدة وحلفاؤها أيضا كبح إيران والقوات شبه العسكرية المدعومة من طهران في بلاد الشام والخليج".
 
ويخلص الكاتب إلى أنه "في منطقة تم تعليمها للتو درسا آخر في عدم موثوقية الولايات المتحدة، سيكون من المفيد بالتأكيد أن تستكشف واشنطن قوة المصلحة الذاتية للآخرين".
 

 

ذات صلة